خطاب العدالة والبناء يعيد انتاج الفشل

خطاب العدالة والبناء يعيد انتاج الفشل

أكتوبر 01, 2020 - 17:49

الحبيب الأمين| وزير ودبلوماسي سابق

مع رفضي واختلافي مع وجهة النظر وسيناريوهات التصورات الخمس المقدمة هاتفياً من زعيم حزب العدالة والبناء لكنني أساله: ليس ملزما أن تحدد خمس وتضعنا أمامها لنختار، فنحن أكثر من خمس وعددنا سبع مليون خيار!

ثانيا التهويل من الضغوط والتقاطعات الدولية وتراجع تركيا ليست حجة ملزمة لنبصم!

وثالثا لسنا مجبرين على الاستسلام لحلول كانت شروطا للاستسلام بزمن الحرب فتقبلها كلها، وهي من أسباب العدوان ونرسمها واقعا كآثار له.

مبدأ تقاسم السلطة بثنائية الاخوان/حفتر يدين حفتر الذي أطلق حربه بعنوانكم ورفضتموه بقولكم، واليوم تجالسونه كشريكم، فأين الشعب الضحية وثواره الوقود؟

كما أن إعادة إنتاج الفشل وتدويره بالمجالس الثلاث + حفتر بطبعة صخيراتية ثانية، لم يعد مجديا بالنظر لتجربة السنين الخمس وحربها الاخيرة وأزماتها المتراكمة، والحل يكون بتصفير المشهد ومنح الشعب حق تقدير الأحجام والأرقام عبر انتخاب برلمان جديد، يعيد إنتاج الدولة بشرعية شعبية لا غير.

أي ادعاء بالصعوبة والرفض بالمبررات المطروحة من قبلكم كما ورد بمكالمتك لا يتسق والمنطق الديمقراطية ومطلبية الدولة المدنية، بل يؤشر إلى رغبة مضمرة بالاستحواذ ولو بالرضوخ للاستبداد والتشارك مع ممثليه بالسلطة، والتي لن تنتج حتما بهذه الوصفة إلا حكومة البط الأعرج والديوك المتناقرة.

أتمنى أن ينتبه حزبكم وجماعتكم إلى مسألة بنيوية في خطابكم الذي مازال يستعيد فكرة الوصاية والاستحواذ والأبوية على الليبيين، كيتامى وعجزة ودروايش يمكن افتكاك اللقمة والكلمة من أفواههم، وتقرير مصيرهم وحكمهم بعناوين القواسم المشتركة، ومن تحتها شروحات مبادئ الحزب وتفاسيره الحصرية.

الانتخابات ومن يرفضها ويعدد عثرات وعراقيل إنجازها عادة إما أن يكون ممتطي سلطة، أو حريص على البقاء بأي ائتلاف لا يرد السلطات لصاحبها، وهو الشعب، عقب انسداد سياسي مؤسسي رسمي، كما تعرف برلمانات وحكومات العالم بهكذا ظروف، ومن يعترض فعليه أن يتنحى جانبا أو يشهر بوجوه الشعب سيفه.

[وعندها سيكون لكل معارض ورافض وقامع سواء حفتر أو موالاته، مواجهة الشعب والعالم الذي يدعي الديمقراطية، وحتى البعثة الأممية الانفصامية، فدعونا نحرج العالم والبعثة بل لنمتحن أنفسنا جميعا بسؤال: هل نحن أنصار الدولة الدستورية المدنية أم مجرد صعاليك وجماعات وأحزاب سلطوية وجنرال مستبد؟

ختاما لا يبدو أنه من اللائق والأخلاقي أن تقرروا كحزب مصير الليبيين بلا انتخابات ولا حفتر ولا عقيلة ولا أنصار سبتمبر، وتخوضوا حملة تشويه ممنهجة وبخطة إعلامية " متلفنة " ضد كل من يرفض حصريتكم، واحتكاركم لمجلس من مؤسسات الدولة، ليصبح مفاوضا باسم حزب على مصير شعب وقرار أمة!!

أعيدوا السلطات للشعب وكفى سترا للفشل واجترارا للخطايا، وهدرا للوقت اللييي واختطافا لحقوق الشعب بتقرير مصيره وهو يعاني فشل حكومة فاسدة، وترهل وتكهل طبقة برلمانية عاجزة ومبعثرة ومرفهة، ولا مناص من طرحها جانبا، ولتقبل بالتفكير خارج الصناديق، والتقرير بجوف الصناديق ببصمة أصبع لا جرة قلم.

وإلا فإن الانتفاضة العارمة قادمة، فالتذمر الشعبي أمامكم، والعبث الحكومي قدامكم، وهذا هو السيناريو الأقرب في حال رفض استعادة الشعب لسلطاته، وافتكاكه لمصيره، من تجاذبات المحاور الإقليمية، وإنقاذ ليبيا من مؤامرة دولية لإدارة سلطة القرار والمقدرات، وتنصيب وكلاء النفوذ بساسة إسطبل جنيف.

ملاحظة: المقالات المنشورة تعبر فقط عن أراء كتابها ولا تعبر بالضرورة عن أراء الموقع.