9 يوليو : الذكرى 22 لمباراة الرصاص

9 يوليو : الذكرى 22 لمباراة الرصاص

يوليو 09, 2018 - 23:54
القسم:

مباراة الرصاص الشهيرة جرت في التاسع من يوليو 1996 بين فريقي الأهلي طرابلس والإتحاد وإنتهت بواحدة من أبشع الجرائم  التي إرتكبتها سلطات النظام السابق

الزمان : 9 يوليو 1996م
المكان : ملعب طرابلس الدولي (11 يونيو سابقاً)
الفريقان : الإتحاد ضد الأهلي طرابلس
المناسبة : الجولة الثالثة من رباعي التتويج
الحضور : مالايقل عن 50 ألف متفرج

بدأ الديربي كالعادة وسط أجواء جماهيرية حماسية في الملعب بين لاعبي الفريقين والجماهير في المدرجات ، سارت المباراة سيراً عادياً وإنتهت بفوز الأهلي طرابلس بهدف مقابل لاشئ حدثت في نهايتها مناوشات معتادة بين لاعبي الفريق الخاسر (الإتحاد) وطاقم التحكيم وفي المدرجات بين جماهيره ورجال الشرطة وهو أمر معتاد في مواجهات الديربي ، فيما كان لاعبي الفريق الفائز (الأهلي طرابلس) يحتفلون بالفوز فهو جعلهم يتصدرون رباعي التتويج ، فضلاً عن كونه فوز على المنافس التقليدي .

وسط كل هذا المشهد بدأت أصوات إطلاق نار تتعالى في جنبات مدرجات الملعب في البداية وسط الهرج والمرج السائد لم ينتبه إلا قلة قليلة ومع زيادة كثافة إطلاق الرصاص إنتبه الجميع لاعبي الفريقين وجماهيرهما وطبعاً رجال الأمن المتواجدين على أرض الملعب ليأخذ الجميع وضع الإنبطاح إحتماءاً من زخات الرصاص المتناثر والذي إتضح أن مصدره المنصة الرئيسية للملعب ، فقد قال شهود عيان أن مسلحين ملثمين يلبسون لباس صاعقة مموه إنتشروا بالمنصة قبيل إنتهاء اللقاء بدقائق ، سقط العشرات بين قتيل وجريح لتتكشف تفاصيل الجريمة بعد 15 سنة من وقوعها .

فبعد إنتصار ثورة السابع عشر فبراير كشفت الملفات الأمنية بعضاً من تفاصيل المجزرة ، فمن نفذ الجريمة هم عناصر من الكتيبة (223 صاعقة) وأن عدد الضحايا حسب التقرير الرسمي كان 8 قتلى و 89 جريح ولكن شهود عيان وإحصائيات طبية في ذلك الوقت قدرت عدد القتلى بحوالي 60 مشجعاً و أكثر من 150 جريحاً ، أما دواعي المجزرة فرجح مراقبون للوضع الليبي آنذاك وماتوفر من تحقيقات مع رموز من النظام السابق أنه جءات للتغطية على مجرزة سجن أبوسليم التي وقعت قبل أيام من جريمة ملعب طرابلس أي في 29 يونيو 1996 والتي أسفرت عن مقتل 1273 سجين في أقل من ثلاث ساعات ، حيث روى بعض من ذوي ضحايا سجن أبوسليم بأن الأمن الداخلي أحضر لهم عقب أيام من مجرزة ملعب طرابلس شهادات وفاة مدون للتوقيع عليها مدون فيها أسباب الوفاة بأن المعني توفي أثناء أحداث شغب بالمدينة الرياضية ، ولكن سرعان ما تم التغاضي عن الفكرة بسبب ممانعة أهالي ضحايا السجن للتوقيع بسبب سجن أبنائهم قبل سنوات من المباراة .

ورغم مرور 22 سنة من تلك المباراة المشؤومة التي إشتهرت بـ(مباراة الرصاص) ، إلا أن أهالي ضحايا تلك المجزرة لايزالون يطالبون بالكشف الكامل عن تفاصيل تلك الجريمة ومن كان وراءها وماهي دواعيها ، ولكن الثابت أنها جريمة نكراء سجلها التاريخ إلى جانب عشرات الجرائم التي إرتكبها نظام القذافي الدموي بحق شعبه .

سيتذكر التاريخ دائماً هذا اليوم المشؤوم ويروي قصة أناس مدنيون عزّل ، ذهبوا ذات يوم للترفيه في ملعب لكرة القدم ، فعادوا لأهاليهم في توابيت .