"ميدل إيست آي" تنشر قصة أحد الناجين من فاغنر

"ميدل إيست آي" تنشر قصة أحد الناجين من فاغنر

أكتوبر 23, 2020 - 00:05
القسم:

المرتزقة كانوا في عجلةٍ من أمرهم، وغادروا دون التحقق من موت أسراهم،  فرقد انبيس في الظلام صامتا لبضع دقائق بالقرب من أقاربه الموتى الغارقين في دمائهم

نقل موقع "ميدل إيست آي" الإنجليزي قصة أحد سكان طرابلس الناجين من يد المرتزقة الروس الذي جلبهم حفتر لغزو العاصمة والإستيلاء عليها.

ويذكر المواطن محمد أبو عجيلة انبيس البالغ من العمر 28 عاما كيف شعر بالخوف حين اصطُحِب هو وبعض أفراد من عائلته إلى مزرعة، قبل أن يقتادوهم المرتزقة إلى غرفة خرسانية.. ويمطروهم بالرصاص.

فقد انبيس والده وشقيقه وصهره حين حاول التسلل إلى منزل العائلة الذي هجروه في 23 سبتمبر عام 2019، عندما وصل هجوم خليفة حفتر وميلشياته على طرابلس إلى ذروته.

يقول انبيس فكرت في المخاطرة بالعودة إلى المنزل لتفقُّد ممتلكاتنا، ولكن أثناء تسلُّلي بين الحقول متخفياً بين ظلال شمس الظهيرة، صادفوني المرتزقة، كانوا يمتلكون معدات كثيرة ويتحدثون لغةً بدت مثل الروسية والإنجليزية.

ويمضي فيقول "استداروا ورأوني، ثم أطلقوا رصاصات تحذيرية في الهواء، حاولت الفرار، فتبعوني". وبغير قصد قادهم إنبيس إلى المنزل الذي كان يحتمي داخله في بلدة الحرية المجاورة. 

اعتقل الشاب هو ووالده وشقيقيه حسام ومحمد، وصهره حمزة، وسلبت منهم هواتفهم وبطاقات هويتهم، وخلال الساعات التالية، تم نقلهم من مكان إلى آخر عدة مرات.

وفي إحدى المرات اُصْطُحِبوا  إلى موقع قيادة ميداني، وفهم انبيس أن المرتزقة كانوا يناقشون مصيرهم مع قادتهم. 

"كانت ليلةً حارة، وأثناء الإبقاء علينا في مؤخرة الشاحنة، كانوا يصبّون الماء فوق رؤوسنا، ما جعل عصابات أعيننا شفافة، فاستطعت رؤية وجوههم الحمراء وعيونهم الخضراء الواضحة، كان كل روسيٍّ منهم ضخم الجثة، وقوي البنيان، وبدا أنّ أحدهم يمتلك ساقاً صناعية".

ويقول مندهشا عاملونا بطريقةٍ جيدة في البداية ومنحونا الطعام والشراب، فافترضنا أنّهم سيُطلقون سراحنا بنهاية المطاف، إلا أن النهاية كانت داخل غرفة خراسانية في مزرعة، حيث اقتادوهم واحداً تلو الآخر، مقيّدين ومعصوبي الأعين، وأجبروهم على الركوع في صف، ويذكر هنا انبيس أنه كان  آخر المصطفين، "أمطرونا بالرصاص، فألقيت بنفسي أرضاً وتظاهرت بالموت".

ولكن المرتزقة كانوا في عجلةٍ من أمرهم، وغادروا دون التحقق من موت أسراهم،  فرقد انبيس في الظلام صامتا لبضع دقائق بالقرب من أقاربه الموتى الغارقين في دمائهم، حتى سمع: "إخوتي، هل أنتم على قيد الحياة؟ ماذا حدث؟ ماذا حدث؟ أبي، هل ما تزال حياً؟". نجا حسام شقيق إنبيس، لكنّه تلقى عدة رصاصات في قدمه، ومات بقية أفراد العائلة.