بسبب حفتر.. مصر تواجه الإمارات في ليبيا

بسبب حفتر.. مصر تواجه الإمارات في ليبيا

يناير 19, 2021 - 11:48
القسم:

زيارة الوفد المصري إلى ليبيا في ديسمبر الماضي وهي الأولى منذ 6 سنوات، كانت بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسيّة بين طرابلس والقاهرة، الأمر الذي رآه كثيرون بداية لتخلي مصر عن حفتر

تزايدت حدّة التجاذبات والانقسامات بين المكوّنات الاجتماعيّة والعسكريّة في المنطقة الشرقيّة من ليبيا بعد زيارة الوفد المصري رفيع المستوى إلى طرابلس في أواخر ديسمبر 2020.

وقال مصدر لصحيفة "عربي بوست" إنّ قبائل المنطقة الشرقيّة المتمثلة في العواقير، والعبيدات، والمغاربة والبراعصة، والحاسة، تشهد حالة من الانقسام بسبب التباين الذي بدا واضحاً من خلال الاجتماعات المتتالية التي تُجريها تلك القبائل في مناطق عدّة بالمنطقة الشرقية.

وأضاف المصدر أن مصر أصبحت في مواجهة الإمارات، التي مازالت تدعم مجرم الحرب خليفة حفتر، في الوقت الذي اختارت فيه مصر في الآونة الآخيرة سلك طريق الحياد، والتقرّب من حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًّا.

ومازالت مجموعة من قبائل المنطقة الشرقيّة داعمة لحفتر ، وهم خليط من العواقير والعبيدات والمغاربة، والتي شاركت في ملتقى برقة في 28 ديسمبر 2020، الذي أجمع على دعم حفتر.

أمّا المجموعة الثانية فتدعم مبادرة رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، وهي أيضاً خليط من قبائل العواقير، والعبيدات، والمغاربة، وبقيّة مدن المنطقة الشرقيّة التي أعلنت في 12 ديسمبر 2020 باسم القبائل والمكونات الاجتماعية والسياسية والمدنية بإقليم برقة، دعمها التام للمبادرة التي أطلقها رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، والتي أُسست على مبدأ الأقاليم الثلاثة (برقة-طرابلس-فزان).

وأعلنت المجموعة أنها "سترفض أي مخرجات تمس صلب مبادرة صالح، أو تصادر حق الإقليم في اختيار ممثليه من خلال استخدام آليات تصويت لإقصاء شخصيات بعينها، معتبرة ذلك "إسقاطاً للعملية السياسية برمّتها، والتفافاً مفضوحاً، القصد منه إفساد المسار السياسي، ورفض وضع أسس السلام والديمقراطية.

وهُناك مجموعة ثالثة تضمّ خليطاً من قبائل العواقير، والمغاربة، تنادي بانفصال برقة عن ليبيا حال عدم ترشح عقيلة صالح رئيساً للمجلس الرئاسي الجديد، إذ هدد شيخ قبيلة المغاربة صلاح الأطيوش، في منتصف ديسمبر بانفصال برقة في حال عدم تولي صالح رئاسة المجلس الرئاسي أو الحكومة.

وتكشف "عربي بوست" عن مجموعة رابعة ترفض خياري كل من حفتر وصالح، إذ تقود ثُلة من مشايخ قبيلة العرفة بمدينة المرج، المدعومة من المخابرات المصرية، وذلك عن طريق رئيس أركان حفتر عبدالرازق الناظوري، الذي ترى فيه الرئاسة المصرية بديل حفتر في المنطقة ورجلها الأول.

وتعمل المخابرات المصرية على أجندة جديدة بالمنطقة، بعد اجتماعات عدّة، جرت بينها وبين قيادات اجتماعيّة وعسكريّة وإعلاميّة؛ لتخفيف حدّة التوتّر وخطاب التحريض والكراهية والدعوة إلى المصالحة ولم الشمل، وتتكون تلك المجموعة من خليط من قبائل العبيدات والعواقير، والبراعصة، والعرفة، والعواقير.

وتُطالب هذه المجموعة بانتخابات رئاسيّة وبرلمانيّة، وتتكون من حكماء ومشايخ، وأعيان قبائل القطعان، والمنفة بإقليم برقة، والذين أعربوا عن استغرابهم من عدم تمثيل تركيبتهم الاجتماعية في حوار تونس، مؤكدين تمسكهم بألا تتعدى أي فترة انتقالية مدة سنة ونصف، وبعدها تتم انتخابات عامة رئاسيّة وبرلمانيّة، وأن الأجسام السياسية الموجودة لا تمثلهم.

يُذكر أن زيارة الوفد المصري إلى ليبيا في ديسمبر الماضي وهي الأولى منذ 6 سنوات، كانت بهدف إعادة العلاقات الدبلوماسيّة بين طرابلس والقاهرة، الأمر الذي رآه كثيرون بداية لتخلي مصر عن حفتر.