قبل سنوات قليلة تقدمتُ بنصيحة لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب العدالة والبناء سرًا بيني وبينهم، ونشرتها هنا في صفحتي قبل أشهر.
وقد فرحنا واستبشرنا لما رأيناه من إعلان ذلك المطلب من بعض الأفراد في بعض المدن الليبية وفقهم الله.
وبدلاً من قبول هذا النصح على مستوى حزب العدالة والبناء !!!
وعلى أقل تقدير أن تتعاونوا مع الصادقين من أهل العلم والوطنيين، ممن يشاركونكم هموم الوطن وآلامه، وأن تتنازلوا لهم في سبيل جمع الكلمة، ووحدة الصف،  نتفاجئا بأنهم - هداهم الله -  يمعنون في الاستمرار في نفس الطريق، و يصرون على نفس المسلك، وتكرار نفس الأخطاء، والتنازل للأعداء، وتسليمهم قيادة البلاد !!!!
فهل يظنون أن هذا التنازل سيعود على الوطن بالخير والأمن والاستقرار ؟!!!
هل يملكون أي ضمانة لمصداقية تطبيق هذا التوافق ( التنازل ) المزعوم ؟!!!
أليسوا يعيدون نفس المسلك الذي سلكوه قبل سنوات وظنوا أنهم تمكنوا بجرة قلم من إبعاد شبح الاستبداد وعودة الفوضى، وحكم العسكر البغيض؟!!!
والواقع أننا وجدنا العدو في عين زارة!!!
هل غاب عن علمكم  - وأنتم المثقفون والمتعلمون - أن استعمال نفس الأسباب، وسلوك نفس الخطوات، وتكرار نفس المسلك، وانتظار نتائج مختلفة ومغايرة يعد ضربًا من مصادمة السنن الكونية والله المستعان !!!
قال الإمام البخاري " بَابٌ : لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ : لَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ.
و جاء ذلك صريحا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  قَالَ : " 
لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ ".  رواه مسلم

المقال لا يعبر بالضرورة عن سياسة الصحيفة بل عن رأي كاتبه