مفتي عام ليبيا : البعثة اختارت المشاركين في الحوار على مواصفاتها وهذا خلل كبير

مفتي عام ليبيا : البعثة اختارت المشاركين في الحوار على مواصفاتها وهذا خلل كبير

فبراير 04, 2021 - 14:12
القسم:

محل النزاع مع دار الإفتاء، حيث تعتبر هؤلاء المشاركين غير ممثلين للشعب الليبي، واختيارهم مخالف للشرعية والقانون، وهو ما كان يجب الرد عليها فيه

انتقد مفتي عام ليبيا الشيخ د. الصادق بن عبد الرحمن الغرياني أعضاء ملتقى الحوار الليبي الـ 75 ، مؤكداً أنهم لا يمثلون الشعب الليبي، وأن البعثة الأممية اختارتهم على مواصفاتها، وانتقتهم بدون معايير واضحة ليقرروا مصير ليبيا، وهذا يعتبر خللاً كبيراً وعبثاً بمصير البلاد.

وتساءل فضيلة المفتي خلال مقابلته الأسبوعية لبرنامج "الإسلام والحياة" عبر قناة "التناصح" الفضائية عن أعضاء ملتقى الحوار قائلاً : “هل اختارهم الليبيون كما فعل أجدادهم في السابق عام 1920م في مؤتمر غريان؟ عندما أرادوا أن يُشكلوا الحكومة الطرابلسية ، حيث اختار العلماء والأعيان والصالحون من كل منطقة ممثلاً عنهم وأعطوه وثيقة مكتوبة تفوضه بتمثيل منطقته، ومن ثم شُكلت لجنة تمثل الشعب الليبي”.

وأردف بأن البعثة الأممية كان بإمكانها أن تفعل هذا، لكنها لم تفعل لأنه كان سيخرج لها أناس يعصون أمرها وهي لا تريد أمثال هؤلاء، بل تريد أشخاصاً يقبلون منها بسياسة العصا والجزرة ، معرباً عن أسفه بأن هؤلاء هم الذين يختارون حكومة الفترة الانتقالية القادمة، وهذا خلل عظيم يجعل ليبيا تحت سيطرة المجتمع الدولي والبعثة الأممية، ولا نملك قرارنا.

وأكد أن هذا هو محل النزاع مع دار الإفتاء، حيث تعتبر هؤلاء المشاركين غير ممثلين للشعب الليبي، واختيارهم مخالف للشرعية والقانون، وهو ما كان يجب الرد عليها فيه، وليس القول بأن دار الإفتاء تعارض الحوار، مؤكداً أنهم لو أثبتوا أنهم ممثلون لليبيين لشجعتهم الإفتاء وشاركت في الحوار.

وأوضح فضيلته أنّه لا يكون الحوار مثمراً وناجحاً إلا عند تحرير محل النزاع، مشيراً إلى أن سبب الخلاف بين دار الإفتاء والمتمسكين بمشروع الصخيرات هو أن دار الإفتاء لا ترى تسليم أمر البلاد لأعدائها، وأنّ دار الإفتاء تدعو لأن يكون الحوار الليبي يمثله الشعب الليبي حقيقة لا أن يكون الاختيار بيد البعثة الأممية.

وأضاف المفتي أنه كان ينبغي على حزب العدالة والبناء أن يحرروا محل النزاع فيما جاء في حلقة الإسلام والحياة الماضية، وأن يردّوا على ما جاء فيها بالأدلة وما وجّه لهم من انتقادات فيما يخص دعمهم لعقيلة صالح وغيره، لكنهم تركوا ذلك وتوجّهوا إلى التكلم في الأشخاص.

ووصف المشاركين في الحوارات السياسية في الفترة الماضية سواء في تونس أو بوزنيقة أو جنيف أو غيرها بأنهم مثل “الضرائر”، وكل منهم يحاول أن يثبت أن ما عنده هو الأحسن، ويحاول إرضاء المبعوثة الأممية المتحكمة في المشهد.

وأكد أن بعض من شاركوا في الصخيرات متورطون في الحوار الليبي الحالي وهم لا يمثلون الشعب الليبي، ومنهم من يختار الأسوأ.

ورأى أن من يشاركون في الحوار يُدخلون ليبيا تحت الوصاية لفترة أخرى لا أحد يعلم كم تستمر، مشيرًا إلى أن الصخيرات كان مقررًا له عام ونصف واستمر لست سنوات، مضيفا: “لا يمكن تصديقهم بشأن إجراء انتخابات في نهاية العام".

وبين  المفتي أن ليبيا جربت من يتسلم السلطة وتأكدت أنه لا يتزحزح عنها، ومستنكراً مواقف المشاركين في ملتقى الحوار، ووصفهم بأنهم يسلمون مصير ليبيا إلى عدوهم، متسائلاً : “هل يجوز شرعاً أن يجعل المسلم غير المسلم يتحكم في بلده ويقرر مصيره تحت أي داعي من الدواعي بحجة أنه لا قدرة لنا عليهم؟ .. دار الإفتاء تقول إن هذا أمر غير جائز شرعا.