بعد "انتخابات ليبيا المفاجئة" محادثات تركية مصرية للمضي قدما دون حفتر

بعد "انتخابات ليبيا المفاجئة" محادثات تركية مصرية للمضي قدما دون حفتر

فبراير 09, 2021 - 20:22
القسم:

وبحسب موقع "ميدل إيست آي" فإن التقارب المصري التركي تعزز بعد النتائج "الغير متوقعة" لانتخابات السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن محادثات سرية تجري بين المخابرات المصرية وتركيا للمضي قدماً بدون حفتر.

وأشار الموقع البريطاني في تقرير له حول ليبيا، ترجمت "ليبيا أوبزرفر" أجزاء منه، إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بدأ بالفعل يفقد الثقة في خليفة حفتر بعد هزيمة ميليشياته في طرابلس.

وبحسب التقرير، فإن التقارب المصري التركي تعزز بعد خسارة قائمة (عقيلة صالح-فتحي باشاغا)، وفوز مجموعة أخرى "أقل شهرة نسبياً، ولكنها وفقاً للبعض أقرب إلى الشارع الليبي".

فبعد الإعلان عن نتائج التصويت على السلطة التنفيذية الجديدة، ظهر الصحفي والمذيع التلفزيوني المصري مصطفى بكري -وهو الذي يعكس موقف النظام المصري بعيداً عن البيانات الرسمية- متحدثاً عن مؤامرة "إخوانية تركية" في انتخابات السلطة التنفيذية الليبية، التي جرت في جنيف.

ووصف بكري في تغريدة له عبر "تويتر" نتائج الانتخابات بالوهمية وغير الشرعية، وأنها مؤامرة ضد الشعب الليبي.

إلا أنه "بعد القليل من التأمل"، غيرت القاهرة رأيها واتصل السيسي بمذيع آخر ليهنئ المترشّحين الفائزين على الهواء مباشرة.

وأشار الكاتب إلى أن ما جرى في جينيف قبل أيام فاجأ الجميع، فقد "فشل المرشحون المفضلون دولياً" في الحصول على أصوات المندوبين في المحادثات التي تدعمها الأمم المتحدة، والتي تضم عقيلة صالح المدعوم من القاهرة، ووزير الداخلية فتحي باشاغا الذي يحظى بمباركة فرنسا.

ويضيف الموقع أنه بمجرد ظهور النتائج، تدافع الجميع لتهنئة الفائزين، بما في ذلك "الخاسرون في هذه الصفقة ممن سارعوا للقفز من السفينة"، وأشار هنا إلى الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ورئيس الحكومة اليونانية، الذي طرد رئيس المجلس الرئاسي الجديد من اليونان، حينما كان سفيراً لديها. 

بيد أن الكاتب قال إن الداعم الرئيسي الآخر وهي دولة الإمارات، لم تحذ حذو مصر في النأي بنفسها عن حفتر، ولا الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، الذي ما تزال قوات المرتزقة التابعة له "فاغنر" تدافع عن سرت وعن قاعدة الجفرة.

ويرى الكاتب أن الخاسرين في هذه الصفقة - الإمارات العربية المتحدة وروسيا وفرنسا - لم يظهروا حتى الآن أي احترام "للحكام المنتخبين ديمقراطياً ذوي الشرعية الشعبية"، بل لم يصدر عنهم ما يشير إلى استعدادهم للتخلي عن خططهم في ليبيا.

ويضيف التقرير أنه ما كان للحكومة الجديدة الموحدة أن ترى النور لو أن حفتر تمكن من الاستيلاء على طرابلس بالقوة، فقد كانت قواته على بعد سبعة كيلومترات فقط من مركز المدينة.

لو قدر له ذلك، لانتهى الأمر بتنصيب سيسي آخر في ليبيا، وسط ترحيب من المجتمع الدولي (وخاصة من قبل فرنسا وروسيا) "كالزعيم الأنسب لليبيا"، ولتدفقت عليهم إيرادات النفط وعقود التسليح.

ويضيف الكاتب أن التمسك بالمسيرات السلمية فقط أو بتقديم التنازلات لرد العدوان، ما كان لينقذ طرابلس من براثن حفتر، بل ما أوقفه هو "القوة في مقابل القوة".

ففي الثورة الأمريكية ، كانت القوة المدعومة من فرنسا حاسمة للحصول على الاستقلال من المستعمرين البريطانيين، فالقوة في أيدي عقلانية أثبتت أنها حاسمة في رد الدكتاتوريين وحماتهم من المستعمرين، وفق الكاتب.

ويتوقع الكاتب أنه في حال تعرقُلِ العملية السياسية مرة أخرى، فإن حفتر قد يلجأ إلى القوة العسكرية لمحاولة إملاء إرادته، أو على الأقل يستخدمها لمنع إجراء انتخابات على مستوى البلاد.