فيلم "السرب" المصري عن مجزرة درنة.. تزييف وطمس للحقيقة

فيلم "السرب" المصري عن مجزرة درنة.. تزييف وطمس للحقيقة

فبراير 20, 2021 - 16:04
القسم:

الفيلم والذي سيعرض خلال الصيف القادم أثار  موجة غضب في ليبيا لتزييفه لحقيقة ما جرى في درنة عام 2015

باستياء واستهجان، استقبل الجمهور الليبي الإعلان عن الفيلم المصري (السرب)، بسبب طبيعة تناوله لقصف الطيران المصري لمدينة درنة عام 2015، والذي راح ضَحيته 13 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال.

ويَتَبنى المُخرج أحمد نادر جلال في فلمه (السرب)، رواية الجيش المصري، التي تُظهر "بُطولات القُوات الجوية المصرية" وهي تثأر لقتل المصريين المسيحيين على أيدي تنظيم داعش في ليبيا عام 2015.

ففي يوم 15 فبراير 2015 شاهد العالم مقطع فيديو مُروع، يُظهر إعدام 21 مصرياً قبطياً عُزلاً، على يد أفراد من تنظيم داعش في ليبيا، انتقاماً لاختطاف الكنيسة في مصر لنساءٍ أسلموا حديثاً، مستبدلين ديانتهم المسيحية بالإسلام.

وأثار مشهد ذبح الأقباط الذي صُوِّر بطريقة (هوليودية) على شاطئ البحر، سخط الليبيين قبل أن يَستنكره المصرييون والعالم أجمع، ناهيك عن المُشككين في أن يكون ذلك قد تم بعيداً عن أعين القوى الكبرى، وهي التي ترصد بأجهزتها التّجسسية المُذهلة، والأقمار الصناعية (دبة النملة)، في حين تَفْشل في رصد أعداد كبيرة من البشر يَذبحون مواطنين جهاراً نهاراً في العَراء وتحت سماء مفتوحة.

"إن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص من هؤلاء القتلة والمجرمين" بهذه العبارة للرئيس عبد الفتاح السيسي ينطلق فلم (السرب)، زاعماً أن طيران الجَيش المصري نفذ ضربات دقيقة وناجحة لمُعسكرات تدريبية، ومواقع ومخازن ذخيرة تابعة لتنظيم داعش في درنة، مُتجاهلاً حقائق وُثِّقت بالشّهادات والصور الحَية، وتناقلتها وسائل الإعلام. 

وفي أحد هذه الشّهادات يروي الشاب "جوهر" من مدينة درنة، كيف استيقظ في فجر ذلك اليوم على صوت الضّربات الجوية، وهي تدك مبنى سكنياً في الشارع المجاور لسكناه بحي شيحة الغربية، قُتل خلالها 13 مدنياً عزلاً، بينهم عائلة بأكملها لأم وثلاث أطفال، لم يتجاوز أكبرهم العشرة أعوام.

ولا يخفى في الإعلان الدعائي للفلم - رغم قصره-  ضخامة الإنتاج وسخائه، حيث اعتمد منتجوا الفلم على تقديم مشاهد واقعية، بمشاركة سلاح الطيران المصري بدل الاستعانة بالغرافيك، وهو بحسب صناع الفلم ربما تكون المرة الأولى من حيث المعدات وأماكن التصوير ومسارح العمليات.

ويندرج فلم (السرب) في إطار "البروباجاندا" الإعلامية لعسكر مصر الذي يصرف بسخاء للترويج "لبطولات الجيش"، وللتغطية على إخفاقاته، بذات الأسلوب الذي لجأ إليه في مسلسل "الاختيار"، حين حاول طمس حقائق تتعلق بانتهاكات جسيمة في حق أهالي سيناء، وإظهاره بعمل بطولي ضد الإرهاب.

فقد وثقت منظمات حقوقية دولية في تقاريرها قيام قوات الجيش المصري وجهاز الشرطة، بتنفيذ عمليات اعتقال تعسفية منتظمة وواسعة النطاق بسيناء المصرية، طالت حتى الأطفال، إلى جانب ارتكابها للإخفاء القسري، والتعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، والعقاب الجماعي، والإخلاءات القسرية.