آلاف المرتزقة ومئات الرحلات الجوية.. تقرير أممي حول التواجد الروسي في ليبيا

آلاف المرتزقة ومئات الرحلات الجوية.. تقرير أممي حول التواجد الروسي في ليبيا

فبراير 27, 2021 - 18:26
القسم:

وثق التّقرير خلال العام والنصف الماضي هبوط أكثر من 330 طائرة روسية في ليبيا محملة بمقاتلين أو بالأسلحة والعتاد العسكري

من غنائم الجيش الليبي في قاعدة الوطية (نظام الدفاع الجوي الروسي بانتسر)

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنها اطلعت على تقرير سري للأمم المتحدة يقول إن المسؤلين العسكريين الأمريكيين قدّروا وجود ما لا يقل عن 2000 مرتزق من مقاتلي مجموعة "فاغنر" الروسية في ليبيا.

وبحسب التقرير فإن تدفق الأسلحة والمقاتلين الروس بدأ في أواخر عام 2018، مشيراً إلى أن مجموعة المقاتلين تضم قناصة وعملاء سريين وسرايا هجوم واستطلاع.

ووصف التقرير الأممي طباعة روسيا للمليارات من العملة الليبية ب"المناورة المكشوفة"؛ الغرض منها مساعدة حفتر لدفع رواتب مليشياته الإقليمية.

وأضافت واشنطن بوست نقلاً عن التقرير الأممي، أنه وفي يناير 2020، بدأت أولى الطائرات المحملة بالمقاتلين السوريين بالهبوط في شرق ليبيا، ومن أجل التّغطية على آثارهم وتحركاتهم استخدمت فاغنر شركة أجنحة الشام، وهي شركة طيران تجارية سورية.

وتضيف الصحيفة، أنه عندما واجه محققوا الأمم المتحدة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بالأمر، زعمت أن الرحلات كانت مدنية، وفي سياق الخط الجوي الاعتيادي بين دمشق وبنغازي، إلا أن المحققين وجدوا "المزاعم السورية" غير مقنعة لعدة أسباب.
 
وبحسب المحققين الأمميين، فإن الشركة أوقفت في تلك الفترة باب الحجوزات أمام عملائها، علاوة على أن الرحلات المعنية كانت تغادر من نقطة عسكرية وليست مدنية، كما تسائل المحققون عن سبب ارتداء العديد من الركاب للزي العسكري.

ووثق التّقرير خلال العام والنصف الماضي هبوط أكثر من 330 طائرة روسية في ليبيا محملة بمقاتلين أو بالأسلحة والعتاد العسكري.

كما كشفت عن اتصالات تم التقاطها بين عملاء فاغنر في ليبيا ونظرائهم في "سانت بطرسبرغ"، تفيد بوجود  توترات بين الفاغنر ومليشيات حفتر.

وتظهر الاتصالات قوات فاغنر تشتكي من إهدار مليشيات حفتر لكميات كبيرة من الذخيرة، إلى جانب إدمانهم على الخمور، ما أدى إلى حوادث إطلاق "النار الصديقة"، ونزاع الطرفان حول الفواتير غير المدفوعة.
 
كما كشف التقرير عن تكبد قوات فاغنر عشرات الضحايا في الهجوم الفاشل على طرابلس، من بينهم المرتزق "فلاديمير سكوبينوف" وهو مقاتل شهير تحصل على وسام الشجاعة من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عام 2018.

وانخرط سكوبينوف الذي جُنِّد في عام 2017 في عدة بؤر صراع، بمقابل مالي بلغ 3350 دولاراً شهرياً، وهو ما يزيد بكثير عن متوسط الأجر الشهري البالغ 650 دولاراً في روسيا.

وبحسب الصحيفة، فقد قاتل سكوبينوف في سوريا، قبل أن ينتقل إلى إفريقيا، في حين نقل صحفي استقصائي روسي عن والدة المرتزق أنها تلقت من ابنها رسالة يقول فيها "في سوريا خفضوا الأجور كثيراً وأنا بحاجة إلى المال".
 
وبعد مقتله في يناير 2020 انتشر خبره على وسائل التواصل الاجتماعي، وجمعت والدته مبلغاً مالياً يقدر  ب5 ملايين روبل حوالي 67,000 دولار، وهي مستحقات يدفعها مركز أعمال في سانت بطرسبرغ لعائلات مقاتلي فاغنر الذين يسقطون أثناء القتال، في حين يتم تحذير العائلات من التحدث عن الأمر للصحافة، وفقاً لوسائل إعلام روسية.

وبحلول منتصف عام 2020، كانت قوات حفتر قد تراجعت خلف الخطوط الممتدة جنوب سرت، ورصدت دورياتهم تتجول في جنوب الصحراء الكبرى بشكل روتيني، الأمر الذي أثار استياء السكان المحليين، في حين يحاول مقاتلوا فاغنر في معظم الأحيان، تجنب الظهور في الأماكن العامة والبقاء داخل الحدود الآمنة لمطار المدينة، وفق الصحيفة.