حظر تجول في بنغازي .. كورونا أم انفلات أمني؟

حظر تجول في بنغازي .. كورونا أم انفلات أمني؟

مارس 19, 2021 - 19:08
القسم:

قرار حظر التجوال  جاء عقب سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها السلطات الحاكمة في الشرق، بعد تصاعد وتيرة العنف والجريمة في المدينة

أجبرت السلطات العسكرية التابعة لحفتر الأهالي في مدينة بنغازي على الالتزام بحظر التجوال التام خلال الأسبوعين القادمين، "حفاظاً على الصحة العامة للمجتمع"، فيما يرى المراقبون أن الإجراء جاء بسبب الانفلات الأمني، وعجز الأذرع الأمنية لحفتر عن مكافحته.

وأصدر عبد الرزاق الناظوري، رئيس قوات حفتر ورئيس اللجنة العليا لمكافحة كورونا في الشرق الليبي تعميماً، حظر فيه عمل الأنشطة التجارية من السابعة مساء وحتى السابعة صباحاً ابتداء من يوم الجمعة، باستثناء المرافق الصحية.

وذكر التعميم أن القرار جاء بناء على توصيات رئيس اللجنة الطبية الاستشارية ولدواعي "المصلحة العامة والصحة العامة للمجتمع"، إلا أن القرار جاء عقب سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها السلطات الحاكمة في الشرق، بعد تصاعد وتيرة العنف والجريمة في المدينة.

ففي مطلع هذا العام، أقالت وزارة الداخلية لحكومة الثني رئيس جهاز الأمن الداخلي وكلفت امحمد حسن كامل، فيما أعلنت مديرية أمن بنغازي استنفاراً أمنياً وصفته بالكبير، للقوة العمومية البشرية وللآليات. 

وتتمثل هذه الجرائم في القتل والتعذيب والخطف والسرقة بالإكراه، والاعتداء على المؤسسات الرسمية، كما لجأت مليشيات حفتر إلى استعمال المنافذ الرسمية كمطار بنينا الدولي في عمليات تهريب العملة والهجرة غير الشرعية والمخدرات.

ويغض حفتر الطرف عن هذه العصابات لعجزه عن الاستمرار في تمويلها بعد انتهاء "عملية الكرامة"، تاركاً لها الساحة تسترزق من عمليات السرقة والخطف والابتزاز، وفقاً للمتتبعين للمشهد في بنغازي.

كما لجأت هذه المليشيات إلى تصفية كل من ينتقد حفتر أو أبنائه أو مليشياته، ولعل من أبرز هذه الحوادث، اغتيال الناشطة حنان البرعصي "عزوز برقة" وسط بنغازي في نوفمبر الماضي، بعد ظهورها في بث مباشر تنتقد فيه "حكم العائلة" في إشار إلى حفتر وأبنائه.

وأفاد مصدر من بنغازي أمس الخميس بالعثور على 11 جثة مُتحلّلة خلف مصنع الإسمنت بالمدينة، لافتاً إلى أن الجثث كانت مُكبّلة اليدين، وعليها آثار رصاص مُباشر على الرأس.

وفي سبتمبر الماضي عثر على المواطن عبد الحكيم المجبري بمستشفى الجلاء بعد عدة أيام من اختطافه رفقة أخيه الذي لايزال مصيره مجهولاً، فيما تعرض رياض الشوشان لإطلاق نار أمام منزله، ما أسفر عن إصابة سيارته بأضرار مادية ونجاته من محاولة الاغتيال.

وفي مطلع هذا العام تعرض الطبيب منذر بن شتوان لمحاولة سطو مسلح في بنغازي، بعد مطاردته من قبل مسلحين مجهولين، كما نجى مدير مصلحة الأحوال المدنية ببنغازي أسامة الدرسي من محاولة اغتيال بعد تعرضه للرماية من مسلحين ديسمبر الماضي.

ولاتزال عائلة الشاب معتز بن حريز تجهل مصيره بعد أن قامت مجموعة مسلحة في نوفمبر الماضي، باختطافه ورفيقه أحمد الساحلي من إحدى مزارع منطقة سيدي فرج.

وإلى جانب حالة الفوضى، تتهم منظمات حقوقية السلطات الموالية لحفتر بارتكاب انتهاكات جسيمة، وورد في الـ22 من نوفمبر وفاة سجين داخل سجن الكويفية بمدينة بنغازي إثر إصابته بمرض مزمن جراء الإهمال.

كما أوردت منابر إعلامية خبر وفاة السجين هاني عبد الباسط الفاخري في السجن نتيجة مضاعافات صحية، وانعدام الخدمات اللازمة والصحية والأساسية اللازمة وسط تجاهل السلطات المختصة.

وفي ظل هذا التوتر شهدت مناطق برقة خلال الأيام الماضية سلسلةً من الملتقيات والاجتماعات القبلية والاجتماعية، التي استنكرت الوضع الأمني في برقة بصفة عامة وبنغازي على وجه الخصوص، مطالبة باتخاذ إجراءات ضد الانفلات الأمني.

بدورها، أصدرت مكونات برقة الاجتماعية والسياسية والحقوقية بياناً دعت فيه إلى فتح تحقيق في كل الأعمال الإرهابية التي هزت الشارع في بنغازي وبرقة بصفة عامة، وطالبت بالكشف عن جميع السجون السرية ومعرفة مصير كل المختطفين.

ودعت مكونات برقة إلى معاقبة كل من قاموا بالخطف أو أمروا به، والكشف عن مصير النائبة سهام سرقيوة والناشط الحقوقي أحمد الكوافي، وجرائم تفجير ابريك اللواطي ومحمود موسى العمروني، واغتيال الناشطة حنان البرعصي وكل جرائم الشرف التي طالت التهجم على النساء الآمنات في بيوتهن "والذي لم يقم به حتى أبو جهل"، بحسب وصف البيان.

كما طالبت المكونات الاجتماعية والسياسية والحقوقية ببلدية قمينس هي الأخرى بضرورة اتخاذ إجراءات ضد الانفلات الأمني الذي تشهده مدينة بنغازي والمنطقة الشرقية بصفة عامة.