عمليات إخفاء وعبث بسجلات جرائم الأجهزة المقربة من حفتر

عمليات إخفاء وعبث بسجلات جرائم الأجهزة المقربة من حفتر

مارس 29, 2021 - 20:18
القسم:

مليشيات حفتر تبدأ بالعبث بسجلات جرائمها استباقا لأي تغير في المشهد قد يثبت تورطهم في جرائم تنقلهم لساحات القضاء

مجرم الحرب حفتر(صورة من الأرشيف)

نشرت صحيفة العربي الجديد تصريحات خاصة بها يوم الاثنين تكشف فيها مصادر أمنية ليبية طلبت عدم الكشف عن أسمائها عن سعي جهات أمنية في بنغازي لغلق سجلات انتهاكات وجرائم وتسجيلها "ضد مجهول" وإخفاء أخرى؛ استباقاً لأي تغير في المشهد الليبي الحالي.

وأوضحت الصحيفة أن معلومات المصادر الأمنية تطابقت بعد قيام فرقة تابعة لـ"اللواء 106 مجحفل" و الذي يقوده صدام حفتر بإخفاء عدد من الملفات، خلال عملية نقل جزء من أرشيف إدارة التحريات والقبض التابع لجهاز البحث الجنائي إلى أماكن مجهولة على أطراف المدينة، وإغلاق بعض ملفات القضايا المفتوحة أمام التحقيق بتواريخ رجعية، وسجل بعضها "ضد مجهول"، فيما تم نقل ملفات أخرى إلى مقار تابعة لـ"اللواء 106" في منطقة بنينا ببنغازي، لافتة إلى أن عمليات العبث بالملفات طالت سجلات أجهزة مقربة من حفتر، مثل جهاز مكافحة الظاهرة السلبية، وجهاز مكافحة الجريمة، الذي يسيطر عليه قادة المداخلة، ومجموعة العمليات الخاصة التي تعتبر الأكثر غموضاً من بين الأجهزة الأمنية المقربة من حفتر، إلى جانب صلاحياتها الواسعة وتبعيتها لأكثر من جهة أمنية حسب وصفها.

وأضافت الصحيفة انه من بين عمليات الاغتيالات الأكثر جدلاً في بنغازي، اغتيال قائد الإعدامات "محمود الورفلي" المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، فبعدما أكدت قيادة حفتر مقتله ، أعلن رئيس النيابة العسكرية في بنغازي، العقيد علي ماضي القبض على اثنين من المشتبه في تورطهم في قضية الاغتيال.

كما نقلت العربي تصريحات للناشط السياسي الليبي عقيلة الأطرش والذي أشار إلى أنّ الأمر "خرج عن سيطرة حفتر"، وأن الوضع في بنغازي مرجح للانفلات بشكل أكثر.

ويلفت الأطرش إلى أنّ تصريحات رئيس نيابة بنغازي بشأن اغتيال الورفلي "تتماشى تماماً مع سعي المتورطين في الجرائم والانتهاكات لإخفاء أي دليل يشير إليهم"، معتبراً أنّ تبرير رئيس النيابة لجرائم الورفلي بأنه يعاني من خلل عقلي "هي محاولة للتهرب من المسؤولية التي قد تترتب على حفتر والمقربين منه، كون الورفلي يخضع لمتابعة مستشفى الأمراض النفسية بقرار من المحكمة".

ويؤكد الأطرش، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ السعي لإخفاء أدلة الجرائم في بنغازي يأتي استباقاً لأي تغير في المشهد الحالي في البلاد، الذي يتجه لتمكين الحكومة الجديدة وأجهزتها الأمنية والعدلية، وهو ما يقلق حفتر وأعوانه ويدعوه إلى إخفاء أي أثر قد يورطهم وينقلهم إلى ساحات القضاء.

من جانبها اعتبرت منظمة "التضامن" لحقوق الإنسان أهلية، أنّ مدينة بنغازي هي المدينة "الأعنف جغرافياً من حيث عدد الضحايا" خلال العام الماضي.

وأوضحت المنظمة، في تقرير لها، يوم الأحد، أنّ المدينة سجلت خلال العام الماضي 370 ضحية، بنسبة تمثل 20% من مجمل ضحايا العنف في مختلف المناطق الليبية البالغ عددهم 1834 ضحية.

وأضاف التقرير أنّ 52% من الضحايا هم ضحايا الاعتقالات، 23% ضحايا القتل خارج القانون، 18% ضحايا الخطف، بالإضافة لضحايا الاغتيالات المباشرة والتفجيرات والهجمات.