عندما يضرب الجهل أطنابه، فإن العدو الأول يكون البناء والتطور.....!!

عندما يضرب الجهل أطنابه، فإن العدو الأول يكون البناء والتطور.....!!

يونيو 23, 2021 - 09:45

فرج دردور..  باحث أكاديمي

الباحث الأكاديمي - د.فرج دردور

أغلب الباحثين يعلمون جيداً أن العالم صار قرية واحدة، وحدته مصالح مشتركة كثيرة من بينها البحث العلمي، ومن خبرتي الشخصية عندما كنت أعمل في مركز البحوث العلمية اللغوية والتربوية، بجامعة نانسي فرنسا، وعبر مركز CNRS البحثي العالمي، كنّا نلاحظ حجم التعاون الدولي حيث كانت مراكز الأبحاث العالمية تتنافس على تقديم البديل والجديد الأفضل، ويتم توزيع النتائج على كل دول العالم التي ترتبط باتفاقيات تعاون في جميع المجالات المختلفة.

وكانت الدول النامية مثل تونس والمغرب على سبيل المثال ترسل فنييها وخبرائها، إلى هذه المختبرات مستفيدة من الاتفاقيات الدولية، ليتحصل موفديها على دورات مجانية في مجالاتهم التخصصية، فيعودون بخبرات متطورة يفيدون بها بلادهم. ودائماً ما تبادر حكوماتهم بطلب مزيداً من الدعم في جميع المجالات ولا يتأخر عنها.

ليبيا اليوم محتاجة للتفاعل مع خبراء الدول المتقدمة حتى ترد سكتها لمسارها، وهذا ما حصل في كل دول العالم التي دمرتها الحروب وقبلت مساعدة غيرها حتى وقفت على أرجلها بسواعد شعبها.

الفاشلون والفاسدون أصحاب المصلحة في استمرار الفوضى، والقلة التي تتبعهم من الجهويين، يتحدثون عن استعمار وسيادة لم يعيشوها يوماً طيلة حياتهم، فقد استلموها من الطليان، وسلموها لشيوخ قبائل وديكتاتوريات حرموهم منها من جديد، بعبودية مقننة أشد قسوة عليهم من الاستعمار. هؤلاء يرددون عبارة: (الجامعات تعطي الشهادات ولا تعطي العقول)، في دلالة واضحة لتتفيه العلم ومعاداة العلماء.

ما يؤسفني هو أن الفاشلين الرافضين للتغيير والمقاومين للتطور، وهم قلة من الغوغاء، يريدون فرض رؤيتهم الجاهلية على الشعب كله، محاولين حرماننا من طموحنا في تأسيس دولة مدنية تعتمد المواطنة كسبيل يحقق العدالة بين الناس بغض النظر عن مناطقهم. وبدلاً من ذلك ورطونا في نظام محاصصة المناصب الذي حرم ليبيا من كفاءاتها، هذا النظام يتمحور حول برنامج تقاسم أموال النفط في أكياس، ولا يجتهدون في إعداد أي خطة تنموية تصرف فيها هذه الأموال وتعود بالنفع على مناطقهم. وفضلاً عن ذلك فإن الفاسدين الجهويين الذين لا يفرقون بين المال العام والخاص، يسيلونها في جيوبهم.

اعداء الحضارة من الرافضين للتغير والمقاومين للحرية، أصواتهم ستختفي لأنهم لا يتفاعلون إلا مع الأمر الواقع، وسيلحقون في القطارات اللاحقة بعد أن يستيقظوا من نومهم، فهم تعودوا السهر المتأخر والنوم في الصباح ولا يذهبون لعملهم، ويقبضون مرتباتهم كل نهاية شهر ولا يفكرون في شيء اسمه (رزق حرام)، فهؤلاء لا تعنيهم الدولة بقدر ما تعنيهم الولاء والتبعية..... مع احترامي للذين يجتهدون في عملهم.....