تقرير بريطاني يسلط الضوء على آمال إعادة الإعمار في ليبيا واصطدامه بالواقع على الأرض

تقرير بريطاني يسلط الضوء على آمال إعادة الإعمار في ليبيا واصطدامه بالواقع على الأرض

يوليو 06, 2021 - 18:29
القسم:

يرى الموقع أن بعض الأطراف في ليبيا، المستفيدة من عقد من الفوضى والحرب، لا تريد لليبيا أن تعيش الاستقرار، حيث مازالت المليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب تبسط سيطرتها على بعض المناطق في البلاد.

كشف تقرير لموقع "ميدل إيست آي" عن سباق يجريه قادة أعمال من عدة دول، للفوز بوضع خطط لتقاسم مسؤولية إعادة إعمار ليبيا، والذي يعد مشروعا ضخما يرجح أن تبلغ تكلفته نحو نصف تريليون دولار.

وأشار تقرير الموقع البريطاني إلى أن الحروب الدائرة في ليبيا دمرت مدنا بأكملها وشردت نحو 280 ألف شخص باتوا يعيشون في ملاجئ متضررة أو دون المستوى المطلوب، وفقًا للمؤسسات الإنسانية الليبية.

و ذلك في دولة تعد موطنا لأكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا، وبالنظر إلى عدد سكانها الصغير نسبيا الذي يبلغ سبعة ملايين نسمة، فإنها تتمتع بواحد من أعلى الناتج المحلي الإجمالي الأسمى للفرد في القارة.

وقد نظمت الجمعية الإيطالية الليبية لتطوير الأعمال منتدى اقتصادي لإعادة إعمار ليبيا، احتضنته تونس العاصمة مطلع الشهر الجاري، وشارك فيه المئات من قادة الأعمال من بلدان مختلفة من ضمنها إيطاليا وتونس وليبيا، لمناقشة خطط إعادة البناء.

و شدد المشاركون بالمنتدى على الضرورة الملحة لإنعاش الاقتصاد الليبي وإعادة تشغيله، مشيرين إلى حقيقة أن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة المعترف بها دوليًا برئاسة عبد الحميد الدبيبة لديها ولاية محدودة للحكم حتى نهاية العام الجاري فقط.

ونقل التقرير تفاؤل ممثلي الشركات المشاركة في المنتدى بمستقبل مشرق لليبيا وإمكانياتها الاقتصادية، حيث بلغ عدد الشركات نحو 90 شركة.

من جانب آخر فقد نقل الموقع آراء لها وجهة نظر أخرى، حيث اعتبر صحفي ليبي مختص في الاقتصاد يدعى أحمد السنوسي أن مثل هذه المنتديات والمناقشات الاقتصادية حول إعادة إعمار ليبيا سابقة لأوانها.

كما نقل عن السنوسي قوله "كل بلد يريد منافع مختلفة من ليبيا، لكن لا يمكننا فعل أي شيء حتى نقرر داخل ليبيا ما إذا كنا نريد مواصلة حربنا أم لا، وبعد أن نحسم الأمر بهذا الشأن، يكون باستطاعتنا بعد ذلك التفاوض على صفقات مع إيطاليا أو تونس لأننا حينها سنعرف ما نريده من كل بلد".

و وفقا للتقرير فإن ليبيا مازال أمامها طريق طويل وشاق قبل تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي المستدام، الأمر الذي يمنع السنوسي من الشعور بالتفاؤل حول نجاح عملية السلام، حيث يرى حتمية اندلاع حرب جديدة معللا ذلك بأن الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب الماضية لا تزال قائمة حتى اليوم.

و يرى أن بعض الأطراف في ليبيا، المستفيدة من عقد من الفوضى والحرب، لا تريد لليبيا أن تعيش الاستقرار، حيث مازالت المليشيات المسلحة والمرتزقة الأجانب تبسط سيطرتها على بعض المناطق في البلاد.