الشيخ الصادق الغرياني: الظلم سبب الأزمات التي تمر بها البلاد

الشيخ الصادق الغرياني: الظلم سبب الأزمات التي تمر بها البلاد

أغسطس 30, 2018 - 00:13
القسم:

قال مفتي الديار الليبية الشيخ د.الصادق الغرياني إن الظلم هو سبب الأزمات التي تمر بها ليبيا ، مؤكدا أن الظلم يترك الديار بلاقع ويخرب البيوت و يطيح بالدول.

وأوضح الشيخ الصادق الغرياني في كلمة له عبر برنامج الإسلام و الحياة بثته قناة التناصح اليوم الاربعاء أن نظام القذافي لم يترك بابا للظلم إلا ولجه، مضيفا أن القذافي ذهب واضمحل بسبب الظلم ولم تنفعه الأجهزة الأمنية المتراكبة ولا السلاح المكدس.

وتابع فضيلة المفتي قائلا "إن الله أخلف الأرض من بعد القذافي قوما آخرين فنبت الظلم من جديد وقوي فكان السطو والخطف والتمشيط والخمور والفجور والحشيش وسب الدين، ولذلك ذهبوا وأخرجوا ولم ينفعهم ما تكدس لديهم من مدرعات ومصفحات، هل تعلمون لماذا؟ إنه الظلم"

وأكد فضيلته أن دار الإفتاء حذرت قيادات فجر ليبيا ألا يقعوا فيما وقع فيه من كان قبلهم بأن تترك الكتائب المسلحة العاصمة ويسلموها إلى الأجهزة الأمنية ويرجعوا إلى مناطقهم لكنها لم تجد آذانا صاغية، لافتا إلى لو سُمع كلام دار الافتاء لما وصل الحال في ليبيا إلى ما هو عليه الآن.

وشدد الشيخ الصادق في كلمته على انه لا يوجد عاقل في الدنيا يحب الحرب، مستشهدا بقوله سبحانه وتعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم)، مؤكدا على انه إذا أردنا تجنب الاقتتال والسلامة من الحروب فعلينا علاج الأسباب وأن نقول الحق في علاج الأسباب مهما كان مؤلما.

وخاطب الشيخ الصادق في كلمته الليبيين جميعا  قائلا "إن أردتم الأمن والاستقرار فعليكم أن ترفضوا الظلم وأن تقفوا صفا واحد ضد الظالم أيا كان، فانهوا الظلم إن أردتم الإصلاح".

وتابع فضيلته  "من جاءه أمر من رئيسه فيه ظلم للناس وأكل للحقوق فالواجب أن يطيع الله ولايظلم ولايطيع أمر المسؤول، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله"

وتسائل الشيخ الصادق عن الأرواح والأنفس التي سلطوا عليها الظلمة، وعن المسؤول عن قتل الشيخ نادر وعبد اللطيف كريك وغيرهم.

وطالب فضيلته كل من هو منضم إلى الكتائب التي تمارس الظلم، بأن يفتحوا آذانهم وأعينهم وينتبهوا، محذرا إياهم بأن الدينارات القليلة التي يتقاضونها لن تنفهم، وليتعظوا من الظالمين الذين أهلكهم الله من قبلهم.

وذكر الشيخ الصادق في كلمته أن ليبيا سلمت بأكملها إلى الدول الأجنبية من خلال مشروع الصخيرات، مشيرا إلى أنه  من نتائج الصخيرات أن منعت المظاهرات وكممت الأفواه وتمت الشرعنة للاستهتار بالقانون بوضع حكم المحكمة العليا تحت الأقدام للتخلص من الخصوم السياسيين.

وأضاف فضيلته أن الطوابير الطويلة من الناس أمام المصارف تستجدي أموالها لتحصل على قوتها بمذلة، هو أحد نتائج مشروع الصخيرات، مؤكدا أن الاستمرار في ظلم المواطن وتنغيص عيشه لا يمكن أن يحصل معه استقرار للوطن.

وشدد فضيلة المفتي على أن منع الناس من أموالهم في المصارف بحجة نقص السيولة تعد على أموالهم، مشيرا إلى أن التعدي باب من أبواب الغصب ويترتب عليه أزمات وتداعيات كثيرة هي في أعناق من منعوها.

وأوضح الشيخ الصادق أن التعامل بالنقود مضى عليه الزمن؛ وكل دول العالم اليوم استبدلته بالتعامل الإلكتروني، لافتا إلى إلى أن المسؤلين بالمصرف المركزي و المجلس الرئاسي يعلمون ذلك أكثر من غيرهم.

وأعتبر فضيلته ما وصفه بالتراشق الكلامي بين المصرف المركزي والمجلس الرئاسي حول الإصلاح الاقتصادي ما هو إلا تملص من المسؤوليات وتسويف وتعطيل.

وطالب الشيخ الصادق الليبيين بمقاومة كل من دخل البلاد من غير مسوغ قانوني ، و ألا يتعاونوا مع من دخل البلاد مهاجرا غير شرعي. ، مؤكدا أن مسألة توطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا مؤامرة دولية للإجهاز على ما تبقى من البلاد.