حفتر يواصل تصفية أتباعه في سعي منه لتنظيف ساحته قبل المشاركة في الانتخابات

حفتر يواصل تصفية أتباعه في سعي منه لتنظيف ساحته قبل المشاركة في الانتخابات

سبتمبر 07, 2021 - 13:30
القسم:

صورة من الأرشيف

يواصل مجرم الحرب حفتر خطته في تصفية شخصيات بارزة في صفوف مليشياته والتي من شأنها توريطه مع محكمة الجنايات الدولية أو مع الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، في محاولة منه لإنجاح مشروعه للترشح للرئاسيات المرتقبة في 24 ديسمبر، والذي يقتضي ألا يكون متورطاً في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو حتى انتهاكات لحقوق الإنسان.

فمحاولة حفتر الظهور كرجل يحترم القانون ويحارب القتلة والمجرمين حتى ولو كانوا من أتباعه، لتبرئة نفسه من هذه الجرائم جعله يسعى لترك مسافة بعيدة بينه وبين مليشيا الكانيات سيئة الصيت، والتي كانت اليد الطولى لحفتر أثناء عدوانه على طرابلس حتى بلغ به الأمر إلى تصفية محمد الكاني زعيم مليشيا الكانيات، المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية والذي فُرضت عليه عقوبات أمريكية وبريطانية لتورطه في المقابر الجماعية بترهونة (90 كم جنوب شرق طرابلس).

وبعد شهر وبضعة أيام من تصفية الكاني، أعلنت المباحث الجنائية في مدينة المرج الخاضعة لمليشيات حفتر، إلقاءها القبض على أحد المتورطين في اغتيال المدعو مسعود الضاوي قائد اللواء 26 من مدينة ورشفانة، أثناء عدوانهم على العاصمة طرابلس. 

واعترف القاتل الذي يدعى إيهاب فرج العجيل من مدينة ورشفانة في تسجيل مصور "أخفي فيه وجهه"، أنه اشترك في عملية اغتيال الضاوي مع 7 أشخاص آخرين بينهم شقيقه عماد، الذي تلقى أوامر القتل من محسن الكاني القائد الميداني لمليشيا الكانيات بترهونة، والذي قتل هو الآخر في 13 سبتمبر 2019، في محاولة جديدة من حفتر لتبرئة نفسه بعد إظهار اعترافات إيهاب فرج العجيل للرأي العام، وتأكيده على أن محسن الكاني من أعطى الأوامر لشقيقه عماد العجيل باغتيال الضاوي وتحميل الكانيات وحدهم وزرها.

وأشار تقرير لوكالة الأناضول أن اعتقال إيهاب العجيل ونشر اعترافاته سيكون مقدمة لتبرير حملة اعتقالات وتصفيات في صفوف عناصر اللواء التاسع ترهونة، الذين فروا إلى الشرق بعد هزيمة حفتر بطرابلس في يونيو 2020.

وأوضحت الوكالة أن إعلان موقع مقرب من النظام السابق ترشح سيف الإسلام القذافي "رسميا" لرئاسيات 24 ديسمبر، وكونه المنافس الأول لحفتر في أي انتخابات رئاسية نزيهة، فإنه بات من مصلحة حفتر التقرب من أنصار القذافي ومن بينهم قبائل ورشفانة وكسب تأييدها من خلال كشف حقيقة اغتيال مسعود الضاوي، والقبض على أحد منفذي الاغتيال وتحميل مسؤولية إعطاء الأوامر لشخص ميت ما يجعله بعيداً عن الشبهات.

وأشارت الأناضول إلى أن اغتيال الضاوي كاد أن يفجر الأوضاع ويتسبب باقتتال بين القوات الموالية لمليشيات حفتر أثناء عدوانهم على طرابلس، حيث أشار أعيان قبيلة ورشفانة وشهادات أخرى إلى أن مسعود الضاوي حضر اجتماعاً في ترهونة في 23 مايو 2019، برفقة كل من أنور منصور يحي وأحمد الرياني، وفي طريق عودتهم إلى جبهات القتال جنوبي طرابلس، تم اغتيالهم جميعاً في منطقة فم ملغة التابعة إدارياً لترهونة، ليوجه أعيان قبيلة ورشفانة تهمة اغتيال الضاوي ومرافقيه إلى اللواء التاسع ترهونة، باعتبار أن الاغتيال وقع في مناطق سيطرته البعيدة عن جبهات القتال، وقرروا إيقاف التعامل والتنسيق مع قبائل ترهونة "على جميع المستويات الاجتماعية والأمنية".

من جانبهم رفض مشايخ ترهونة هذا الاتهام واعتبروا تحميل مدينتهم مسؤولية اغتيال الضاوي ورفاقه "محاولة لشق الصف وإحداث فتنة بين القبيلتين"، بينما زعمت مليشيات حفتر حينها أن الضاوي قُتل إثر سقوط قذيفة هاون وهو يعطي تعليماته بين جنوده في ساحة المعركة بمنطقة عين زارة، إحدى الضواحي الجنوبية الملتهبة بطرابلس، وتعتبر "الرواية الكاذبة" محاولة لتخفيف الاحتقان بين قبيلتي ورشفانة وترهونة، وتجنب دخولهما في اقتتال وخاصة أن أبناءهما كانوا يقاتلون في جبهة واحدة إلى جانب المليشيات القادمة من الشرق، وهذا كان من شأنه إفشال الهجوم على طرابلس في أشهره الأولى بدل انتظار 26 شهراً لانهياره.

ويعتبر المدعو مسعود الضاوي من القادة العسكريين البارزين لمنطقة ورشفانة المحاذية للضواحي الجنوبية الغربية لطرابلس، المحسوبة على النظام السابق والتي تحالفت مع حفتر، وأصبحت جزءاً رئيسياً من هجومه العنيف للسيطرة على طرابلس الذي أطلقه في 4 أبريل 2019، ولم يتضح حتى الآن السبب الذي دفع محسن الكاني للأمر باغتيال الضاوي، لكن صفحات موالية لعملية بركان الغضب تحدثت حينها عن وجود خلاف بين محسن الكاني ومسعود الضاوي، حول اقتسام المؤن والأسلحة والذخائر التي وصلتهم من الشرق.