هل يمكن زرع شريحة تتبع عبر لقاح كورونا؟

هل يمكن زرع شريحة تتبع عبر لقاح كورونا؟

سبتمبر 14, 2021 - 11:22
القسم:

صورة من الأرشيف

تردد كثير من المواطنين في تلقي لقاح كورونا بسبب تداول كثير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي منذ عدة أشهر، نظرية مفادها أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا تحتوي على شرائح دقيقة من الجيل الخامس، تسمح بتتبع الأشخاص الحاصلين على التطعيم وجمع بياناتهم الخاصة، لكن هل هذا الأمر ممكن عملياً؟

نقل الموقع الإخباري لقناة الجزيرة تقريراً نشرته مجلة "لوبوان" الفرنسية، يقول أستاذ العلوم والتكنولوجيا بجامعة كاين نورماندي "جان مارك روتور" فيه: إنه يمكن عملياً زرع رقاقة إلكترونية في جسم الإنسان عبر حقنة صغيرة، لكن من المستحيل جمع أي بيانات عبر هذه الرقاقة.

فعلى المستوى الصناعي، تُصنع الدوائر المربعة جنباً إلى جنب لتسهيل قطعها قبل التعبئة، ففي عام 2021 أعلنت "المؤسسة الدولية للحاسبات الآلية" عن صناعة ترانزستور بحجم لا تتجاوز 2 نانومتر، أي حوالي عشرين ذرة موضوعة بجانب بعضها البعض، لكن تبقى هناك مشكلة هندسية قد تعيق زرع الشريحة في حقنة اللقاح، لأن دائرة الترانزستورات مربعة، أما الإبرة فهي دائرية ولا يتجاوز قطرها الداخلي 0.6 ملليمتر.

وتوضح "لوبوان" أن التحدي الأكبر هو تواصل الشريحة المحقونة لاسلكياً مع مستقبلات خارج جسم الإنسان، إذ يجب صنع هوائيات صغيرة على شريحة الاتصالات اللاسلكية.

ففي هذه الحالة يجب استخدام معادلات ماكسويل لتحديد حجم تلك الهوائيات وفقاً لمعادلات ماكسويل، ويجب أن يكون الحجم المثالي للهوائي مساوياً لنسبة سرعة الضوء وتردد الموجات الكهرومغناطيسية.

وتستخدم تقنيات الجيل الخامس الحالية نطاقات تردد تناهز 3.5 غيغاهرتز، ومن ناحية عملية ينبغي صنع هوائي بحجم 2.1 سنتيمتر للسماح للرقاقة بالاتصال لاسلكياً بمستقبلات خارج جسم الإنسان، لكن حجم سطح الشريحة لا يسمح بتثبيت هوائي بهذا الحجم.

وأشار التقرير إلى أن بين تعقيدات صنع هذه الأحجام الصغيرة والمعادلات الرياضية الصعبة والنتائج التي تعتمد بشكل كبير على الظروف التجريبية، لا يبدو من السهل كذلك تحديد حجم البطارية المناسبة لإرسال الإشارات المطلوبة إلى مسافة بعيدة.

يمكن على سبيل المثال النظر إلى بطاريات الهواتف المحمولة، حيث يبلغ مدى الهاتف كيلومتراً واحداً بالنسبة لبطارية يبلغ حجمها حوالي 10 سنتيمترات مكعبة، إذا افترضنا أن البطارية تحتل نصف مساحة الشريحة المحقونة باللقاح، سيكون نطاق الإرسال 0.1 سنتيمتر، ونظراً لحجم البطارية، ينبغي أن تكون الشريحة متصلة بنظام قراءة قريب حتى تتمكن من إصدار البيانات.

ويخلص الكاتب إلى أنه يمكن حقن معالج رقاقة من الجيل الخامس من خلال ثقب الإبرة المستخدم بلقاحات كورونا، لكن نطاق الإرسال سيكون صغيراً ويتطلب نظام قراءة ملامساً للجلد، مضيفاً أنه باستقراء قانون تضاعف نطاق ترددات الإرسال الهاتفي اللاسلكي 10 مرات خلال 20 عاماً، يمكن أن يستغرق ابتكار هوائيات صغيرة صالحة لرقاقات تُحقن في إبرة لقاح حوالي 60 عاماً.