أكد النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عمر عبد العزيز بوشاح في حوار مع وكالة "سبوتنك" الروسية، على أن هناك تنسيق يتم لعقد لقاء في المملكة المغربية بين لجنتين من الأعلى والنواب الليبيين برعاية البعثة الأممية، مبدياً ثقته في قدرة الليبيين على تجاوز تلك الأزمات.

وحول الأسباب الحقيقة للخلاف بين مجلسي النواب والأعلى للدولة أرجع بوشاح ذلك إلى عدم التزام مجلس النواب بالاتفاق السياسي والإعلان الدستوري، مشيراً إلى أن تجاوزات مجلس النواب صارت سمة متكررة ومعلومة للجميع، وأن مجلس النواب يحاول في كل مرة أن يتفرد بالقرار السياسي والدستوري في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد، تستلزم التوافق والشراكة أكثر منها إلى التفرد والأحادية.

وقال : "كانت نصوص الاتفاق السياسي واضحة وصريحة في آلية الشراكة والتشاور الملزم بين المجلسين في مفاصل مهمة تتطلب ذلك، وأهمها قوانين الانتخابات والتعديلات الدستورية والتي بموجبها يتم تشكيل المشهد السياسي القادم".

وأوضح بوشاح أن "قيام مجلس النواب بإقرار قانون انتخاب الرئيس إجراء خاطئ ومخالف للإعلان الدستوري واللائحة الداخلية، بينما المجلس الأعلى للدولة قام بتقديم مقترحات لقوانين انتخابية وقاعدة دستورية، وأحال نسخة منها إلى مجلس النواب لإبداء رأيه بخصوصها، وهذا ما نص عليه الاتفاق السياسي".

وحول إمكانية تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر، أشار بوشاح إلى أنه لا يتوقع أن يحدث تأجيل للانتخابات عن موعدها المقرر، و" في حالة حدوث ذلك فإنه يتمنى أن لا يكون بعيداً عن الموعد المحدد".

وأشار نائب رئيس المجلس إلى أن هناك محاولة من بعض الأفراد بإقصاء خصومها عسكرياً وسياسياً وفشلت ولن تنجح، وأنه على الجميع أن يدرك بأن هذا الوطن للجميع ولن يبنى إلا بشراكة حقيقة وقبول للآخر وتعددية سياسية وحرية رأي وعدالة اجتماعية، وإلا فسيظل الوضع يدور في حلقة مفرغة من الفوضى وعدم الاستقرار.

كما أكد بوشاح على دعمه لمبادرة رئيس المجلس الرئاسي التي طالب فيها المرشحين من الشخصيات الجدلية والتي أسهمت في المرحلة الماضية بالانسحاب من الترشح، وترك الفرصة لوجوه جديدة غير محملة بعبء وعداوات الماضي لقيادة مرحلة جديدة تنطلق بليبيا إلى دستور دائم وتحقق استقرار ومصالحة وطنية.

وحول قرار سحب الثقة من الحكومة قال بوشاح: " بغض النظر عن كونه باطلاً من الناحية الإجرائية والدستورية، فهو يأتي أيضاً في وقت حساس نقترب فيه من موعد الانتخابات، وقد يفهم بأنه قرار معرقل للعملية الانتخابية، كما أن التصعيد من الحكومة مرفوض وربما يأتي أيضاً في نفس السياق".

وطالب بوشاح الجميع بالتهدئة وتهيئة الظروف الملائمة لإجراء عملية انتخابية صحيحة، واستثمار هذه الظروف التي يبدي فيها جميع المرشحين محاسنهم من أجل تحقيق مصالحة وطنية، وعودة للمهجرين والنازحين وإطلاق لسراح سجناء الرأي وأسرى الحروب.