السياحة في ليبيا.. المقومات والتحديات

السياحة في ليبيا.. المقومات والتحديات

أكتوبر 18, 2021 - 20:39
القسم:

من الشواطئ الطبيعية الساحرة شمالا إلى الصحراء الخلابة جنوبا، هناك الكثير لتراه في هذا البلد المتنوع، فممّ يشكو القطاع السياحي في ليبيا؟من الشواطئ الطبيعية الساحرة شمالا إلى الصحراء الخلابة جنوبا، هناك الكثير لتراه في هذا البلد المتنوع، فممّ يشكو القطاع السياحي في ليبيا؟

قد يعتبر البعض طرح مشكلة السياحة في بلد ينازع لاستعادة أمنه واستقراره ضربا من الترف، إلا أن هذا القطاع بما يدره من عوائد -خاصة عامل جلب وضخ العملة الصعبة للبلاد- يمثل رافدا من روافد الاقتصاد الذي يعد من العوامل المهمة في تحديد قوة وقدرة الدولة السياسية والعسكرية.

بل إن هناك من يقول إن الخصائص السياحية التي تمتلكها ليبيا إذا ما تم توظيفها، قادرة على تأمين العيش الكريم لأهلها بعيدا عن النفط، إذ يعتمد هذا القطاع بشكل كبير على العنصر البشري، ما يعني خفض معدل البطالة، أكبر مشاكل الشباب.

تحظى ليبيا بالكثير من المميزات السياحيّة المتنوعة؛ التاريخية والدينية والثقافية، كما أنها تمتلك أحد أطول السواحل على البحر الأبيض المتوسط وأكبر صحاري العالم، والتي تشكل وجهة للمغامرين.

تضم ليبيا أكبر مجموعة من المواقع الأثرية الرومانية خارج شبه الجزيرة الإيطالية على امتداد ساحلها، إضافة إلى التاريخ الإغريقي والإرث العثماني الذي لا تزال شواهده حاضرة في المساجد والمدارس والمباني الحكومية والأسواق الشعبية، كسوق المشير في طرابلس.

 

ولا يكتمل الحديث عن السياحة في ليبيا دون الإشارة إلى محمياتها الطبيعية شرقا وغربا كمحمية الشعافيين في مسلاتة ومنطقة الجبل الأخضر التي تفوق مساحتها مساحة دولة لبنان.

إلى جانب ذلك، فإن مناخها المتوسطي شمال البلاد وموقعها الجغرافي يؤهلها لأن تكون مركز جذب سياحي، لاسيما أنها تتربع على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط, قبالة البلدان الأوروبية المصدرة للسياح... إذا ما هي معوقات السياحة في ليبيا؟

يرى عادل عون خبير العمليات السياحية ومدير قريتي رأس الهلال وسوسة السياحيتين سابقا أن قائمة المعوقات تطول، أبرزها عدم توفر أماكن إقامة كافية.

أما السياحة الترفيهية فهي غير موجودة على الإطلاق سواء على البحر أو في الصحراء، بحسب رأيه.

 

"عدد الأسرة الفندقية لا يتعدى الألف سرير على مستوى ليبيا، أما السياحة الصحراوية أو ما تسمى بسياحة المغامرين فمحدودة جدا، ومعظم السواح الوافدين هم باحثون وخبراء آثار تزيد أعمارهم عن الخمسين سنة، في حين أن الرحلة السياحية هي أكثر من مجرد الاطلاع على موقع أثري، فهي

تحتاج لمقومات أخرى كالمنتجعات والمنتزّهات والمقاهي والأسواق".

كما أشار عون في حديثه للأوبزرفر إلى تأثر القطاع بالحصار الذي فرض على ليبيا في تسعينات القرن الماضي، فعمليات التسويق والعقود السياحية كانت تتم خارج البلاد إضافة إلى أن الرحلات كانت تسيير عن طريق تونس بسبب الحظر.

ويرى مراقبون أن السياحة خلال عهد معمر القذافي كانت مجرد أداة لتلميع صورته في الخارج، ولجأت السلطات آنذاك إلى فرض قيود أمنية على الشركات السياحية، وإلزامهم باصطحاب أفراد الشرطة السياحية والأمن وغيره.

وبين السيد عون أن المخطط الخماسي للتنمية الذي شارك في إعداده سنة 1996 كان ليحدث تنمية سياحية جيدة في ليبيا إذا ما تم تنفيذه، غير أن الخطة بقيت حبرا على ورق دون عمل أو إنجاز.

 

من جهته أشار طارق الهوني مدير المكتب الإعلامي لوزارة السياحة إلى أن ليبيا أدرجت على "مؤشر تنافسية السفر والسياحة" لأول مرة في عام 2009 عقب زيارة مندوب منظمة السياحة العالمية آنذاك.

ويضيف بأن النهضة السياحية لا زالت تعترضها صعوبات عدة, كالتعقيدات الإدارية التي تواجه الاستثمار وغياب البنية التحتية المناسبة وعدم توفر أماكن الإقامة الكافية، وبحسب الهوني فإن عدد السواح الوافدين لا يتجاوز الستين أو السبعين ألفا سنويا.

وقد أجرت حكومة الوحدة الوطنية عقب تسلمها إدارة البلاد مارس الماضي تغييرات هيكلية على الوزارة تضمنت دمج قطاعي السياحة والصناعات التقليدية لتصبح وزارة السياحة والصناعات التقليدية.

وبينت الوزارة أن رؤيتها تقوم على بناء القدرات البشرية، وتبني برامج تنموية لتطوير صناعة السياحة، وتبادل الخبرات مع الدول المتميزة في هذا مجال، وتشجيع المستثمرين على توطين المشاريع السياحية في المناطق المستهدفة.