اقتحام طرابلس سياسيا

اقتحام طرابلس سياسيا

نوفمبر 29, 2021 - 23:12

فرج كريكش | كاتب ومدون

صحيح أنه ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ  ولكن ليس لدرجة انتظار الحمل بعد عملية استئصال الرحم.

وصحيح أن بعض الظن إثم ولكن ذلك لا يعني أنك لاتستطيع أن تفرق بين القبلة الآثمة والتنفس الصناعي. 

عندما قرر حفتر أن يقتحم طرابلس ويسيطر عليها عسكريا، لم يكن ذلك قراراً ارتجاليا ساذجا، بل كان عملا منظما اشتركت فيه دول إقليمية واستخبارات عالمية وقوات أجنبية ومحلية وجيوب داخل المدن الغربية في ترهونة وقصر بن غشير وصبراته وصرمان بل وفي طرابلس ومصراته !!

ولقد تغلغلت  قوات حفتر داخل مؤسسات أمنية وسياسية واستخباراتية داخل طرابلس، ونجحت كذلك في تخدير الساسة الأغبياء _على اعتبار أنهم عقلاء وحكماء وفلتات لا يشق لهم غبار ولا جدار_ حتى إذا وصلت قواته إلى غريان قال أحدهم: أنه لا ينوى اقتحام طرابلس وإنما هي خطوة لتقوية أوراقه في مفاوضات غدامس !!
 
وكاد أن يكون له ما أراد لولا انتفاشته الحمقاء وخطاب الفتح المبين وتصريحاته البائنة كطلاق بالثلاث من كل الاتفاقات التي اشترك بها ووصول قواته فعلا إلى جنوب طرابلس !!

سحقا لكل محلل سياسي تفاجأ بهجوم حفتر على طرابلس ولم يقرأ كل هذه المقدمات والتصريحات والأفعال والأقوال. 

وسحقا اليوم شبرا بشبر وذراعا بذراع لكل محلل سياسي أونفسي يحترم عقله لا يرى كل هذه المقدمات لمحاولة اقتحام طرابلس سياسيا !!

إن المفوضية لا تكلف نفسها أدنى درجات التحايل أو الذكاء  لتقول لكم تحديا وإصرارا أنها ماضية في تزوير الانتخابات بغض النظر عن أيمان عبد الحميد الكزة المغلظة أو صور محمود عبد العزيز ولكن جماعة تقوية أوراق التفاوض في مؤتمر غدامس لا يفقهون ولا يرعوون.