دار الإفتاء الليبية ترفع قضية تشهير وتضليل إعلامي ضد البي بي سي البريطانية

دار الإفتاء الليبية ترفع قضية تشهير وتضليل إعلامي ضد البي بي سي البريطانية

أبريل 19, 2018 - 16:08
القسم:

علمت صحيفة ليبيا أوبزفر أن دار الإفتاء الليبية بصدد رفع قضية بأحد المحاكم البريطانية ضد هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي بتهمة التشهير ضد المفتي وممارسة التضليل الإعلامي في أحد تقاريرها.

وكانت البي بي سي ذكرت في تقرير لها الأربعاء أن مفتي ليبيا الصادق الغرياني تبرع بمبلغ 250.000 باوند نقدا لأمناء مسجد إكستر بمقاطعة ديفون البريطانية، واصفة إياه بـ"الرجل الداعم للمليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة" .

وادعى مراسل الإذاعة البريطانية للشؤون الداخلية "بن ولفن" في تقرير بث على القناة الأربعاء ؛ أن المفتي الغرياني لم يرد على مراسلاته للاستفسار حول التبرعات النقدية للمسجد وارتباطه بالمليشيات الموالية للقاعدة، إلا أن رسائل بريد إلكتروني تحصلت عليها الصحيفة تثبت العكس.

اتصل "بن ولفن" بدار الإفتاء في الخامس من أبريل الجاري طالبا معلومات عن التبرعات النقدية وعلاقة المفتي بالمليشيات المرتبطة بالقاعدة إضافة إلى علاقته بـ "الشهيد حسن"، الرجل الذي قالت القناة إنه نقل المبلغ للمسجد ، وحدد الصحفي البريطاني الحادي عشر من إبريل موعدا نهائيا لاستلام الرد.

وبحسب نسخ البريد الإلكتروني التي تحصلت عليهم الصحيفة ؛ فإن دار الإفتاء ردت على جميع استفسارات "بن ولفن" في رسالة مرفقة بملف من 27 صفحة بتاريخ التاسع من أبريل، إلا أن تقرير البي بي سي خلا من الإشارة إلى هذا الرد وادعت القناة أنها لم تتلق أي جواب من الدار.

وقالت دار الإفتاء في ردها التي أخفته البي بي سي في تقريرها إن "العلاقة بـالشهيد حسن قديمة وهو كأي شخص من قدامى الجالية الذين يكثر ترددهم على المسجد . وباعتباره أحد أعضاء إدارة المسجد النشطين فيما يتعلق بالصيانة ورعاية المسجد وتنظيفه وما إلى ذلك ، وبأنه معروف بأمانته ، كنا إذا تحصلنا على أي تبرعات للمسجد ؛ نسلمها أحيانا له وأحيانا إلى غيره من إدارة المسجد ، بمعرفة جميع أعضاء الإدارة في المسجد ، ويقومون بإيداعها في حساب المسجد".

أما فيما يتعلق بالتبرعات النقدية فقالت دار الإفتاء في ردها إنها تبرعات جمعت لغرض استكمال بناء مسجد إكستر، حيث توقف البناء فيه سنين على المرحلة الإنشائية للهيكل بسبب قلة المال.

وقالت الدار: "أطلقنا حملة لجمع التبرعات على مدى أكثر من سنتين ، وكنا كلما تحصلنا على مبلغ سلمنا ه، وكان ذلك على دفعات متعددة ، ولا نذكر الآن مقدار المبلغ الكلي بالتحديد".

وأضافت الدار: " كل المبالغ أودعت في حساب المسجد، ووجوه صرفها في استكمال البناء مثبت في أوراق المسجد، وتقديمنا للتبرعات كان خاليا من أي شرط سوى إكمال بناء المسجد، والمسجد في إكستر يمثل الإسلام المعتدل الخال من التشدد ".

وفندت دار الإفتاء مزاعم البي بي سي حول ارتباط المفتي بالجماعات المتطرفة كالقاعدة وغيرها قائلة إن مثل هذه الادعاءات عارية عن الصحة تماما وهي من فبركة الخصوم السياسيين الداعمين لحفتر ولعودة نظام الاستبداد والقمع في حقبة القذافي والمدعوم من بعض البلدان الإقليمية، بحسب وصف رد الدار.

وقدمت الدار في ردها العديد من الأدلة وروابط إلكترونية لبيانات الدار والمفتي حول التطرف والإرهاب ، مشيرة في ردها إلى اجتماع المفتي مع سفير بريطانيا السابق مايكل أرون وسفيرة الولايات المتحدة السابقة ديبورا جونس عام 2014 بطرابلس، حيث قالت إن الاجتماع ناقش العديد من المواضيع ومن بينها مكافحة الإرهاب.

وقال مسؤول بارز بدار الإفتاء لصحيفة ليبيا أوبزرفر إن السفيرين عبرا عن ارتياحمها للقاء المفتي ووصفا الاجتماع بالإيجابي.

وفي تعليقه على مزاعم البي بي سي، قال المسؤول الذي فضل عدم دكر اسمه "لو كان المفتي يدعم الجماعات المتطرفة، فلماذا جاء السفيران للجلوس والاستماع إليه ؟" ، لافتا إلى أن دار الإفتاء وعبر محاميها بصدد رفع قضية ضد هيئة الإذاعة البريطانية بتهم التضليل الإعلامي والتشهير بالمفتي.

إلى ذلك، علمت صحيفة ليبيا أوبزرفر أن دبلوماسي بارز بالسفارة البريطانية لدى ليبيا اجتمع الأربعاء مع مسئولين من دار الإفتاء وناقش معهم الوضع الراهن بالبلاد والجهود الرامية لحلحة الأزمة .