مصر تشعر بالقلق من قوة الدبيبة في المنطقة الغربية وفشل باشاغا في إزاحته

مصر تشعر بالقلق من قوة الدبيبة في المنطقة الغربية وفشل باشاغا في إزاحته

مارس 01, 2022 - 11:18
القسم:

صورة من الأرشيف

كشفت مصادر مصرية خاصة عن حالة من القلق تعيشها الإدارة المصرية، لشعورها بأن سيناريو تثبيت وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا رئيساً للحكومة الليبية بات أقرب إلى الفشل، مع سيطرة رئيس الحكومة الحالي عبد الحميد الدبيبة على الأوضاع في العاصمة طرابلس، واستحواذ قواته على المقار الحكومية والدواوين، إضافة إلى وضعه الدولي القوي، إذ أنه لا يزال رئيس الحكومة المعترف به دولياً.

وقالت المصادر في أحاديث خاصة لـ"العربي الجديد": إن المشرفين على الملف الليبي في الإدارة المصرية، وتحديداً في جهاز المخابرات العامة "لا يزالون يتمسكون بسياستهم في ما يتعلق بالأزمة الليبية، وذلك على الرغم من شعورهم بالقلق تجاه الأوضاع في الجارة الغربية".

وكشفت المصادر أن هذا يحدث "على الرغم من تلقّي المسؤولين عن الملف في جهاز المخابرات العامة، نصائح من قبل جهات في الدولة مثل هيئة الأمن القومي (تابعة للمخابرات العامة)، ووزارة الخارجية، تفيد بضرورة تبني رؤية واستراتيجية مختلفة في السياسة المصرية تجاه ليبيا".

وأشارت إلى أن "تلك الجهات قدمت تقارير تفيد بأن الرهان على وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا قد يكون رهاناً خاسراً آخر، مثل الرهان السابق على خليفة حفتر، إلا أن المسؤولين في الجهاز يصرون على دعم باشاغا".

ولفتت المصادر إلى أنه "على الرغم من أن باشاغا يعد شخصية قيادية ومؤثرة في الغرب الليبي على الصعيدين العسكري والسياسي، إلا أن رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة يعد أيضاً شخصية قيادية قوية، ويتمتع بدعم من القوات العسكرية في العاصمة طرابلس، وفوق ذلك كله يحظى بدعم واعتراف دولي، خصوصاً من الأمم المتحدة، وتركيا صاحبة النفوذ الواسع في ليبيا".

وأشارت المصادر إلى أنه "بينما يتسابق الدبيبة وباشاغا من أجل الحصول على الدعم الشعبي والتأييد، لا سيما بين سكان مدينة مصراتة، مسقط رأسيهما ومعقل أبرز المجموعات المسلحة، التي تسيطر على طرابلس، ووسط مخاوف من احتدام معارك مسلحة في المدينة، تم حشد بعض المليشيات المسلحة داخل العاصمة الداعمة للدبيبة، تزامناً مع اجتماع عقده باشاغا، يوم السبت الماضي، مع عدد من قادة مليشيات مدينة مصراتة في المنطقة الغربية، بالإضافة إلى قياداتها الاجتماعية".

وفي هذا السياق قالت المصادر "إنه على ما يبدو، وفقاً لتقديرات أجهزة مصرية، فإن رئيس الحكومة الحالي يسيطر بشكل أكبر على الوضع الميداني داخل مدن الغرب الليبي، لا سيما مع الدعم التركي الذي يتلقاه على الصعيدين الأمني والعسكري".

واعتبرت أنه "بالنسبة إلى الموقف التركي من الأوضاع في ليبيا فإنه لم يتغير، إذ لا يزال داعماً لحكومة الدبيبة المعترف بها دولياً وهو ما كان إحدى نقاط الاختلاف مع مصر في المفاوضات التي عقدت قبل فترة، لكن الجديد الآن هو التقارب بين تركيا ودولة الإمارات، ومدى التفاهم الذي وصل إليه البلدان في ملفات عدة بينها ليبيا".

وأوضحت المصادر أن "ذلك التفاهم قد يوفر دعماً إضافياً لحكومة الدبيبة، في مقابل محاولات البرلمان الليبي الدفع بفتحي باشاغا لرئاسة الحكومة".

وأكدت المصادر أن "التقارب التركي الإماراتي الأخير والتفاهم بينهما في الملف الليبي، أزعج المسؤولين المصريين بشكل كبير، وولّد لديهم شعوراً بأن الإمارات تخلت عنهم في مقابل مصالحها مع تركيا".

وفي مقابل ذلك قالت المصادر: إنه "بالنسبة إلى علاقات مصر في الخليج العربي، لا تزال السعودية هي الأقرب للرؤية المصرية في ما يتعلق بالملف الليبي، لأن الرياض تقف بوضوح وراء الدعم المصري لفتحي باشاغا".

وقالت مصادر إعلامية من داخل المجموعة "المتحدة" التابعة للمخابرات العامة المصرية، المالكة لمعظم القنوات والصحف والمواقع الإلكترونية في البلاد: إن تعليمات صدرت للمسؤولين في تلك المؤسسات بضرورة توفير تغطية إعلامية "قوية" لأنشطة باشاغا، لا سيما إعلان مكتبه "الانتهاء من وضع التشكيلة الحكومية، وإحالتها لمجلس النواب"، يوم الخميس الماضي.