من التبرير إلى التنظير

من التبرير إلى التنظير

مارس 04, 2022 - 20:33

د. عبدالحميد النعمي | باحث أكاديمي

أحد أعضاء  مجلس النواب المقاطعين قرر أخيرا أن يلتحق بمجلس النواب ويستلم مرتباته المتراكمة التي تجاوزت المليون دينار، وقدم بعض المبررات التي ظن أنها ستكون مقبولة من أصدقائه ومتابعيه.

ومن فرط سعادته بالمليون راح ينظر ويبرر لباشاغا خطواته الأخيرة بأنه ينظر إلى الأمور من زاوية أخرى قد تكون صحيحة، وهذا التنظير يرتكز على فرضية هشة بل مغلوطة مفادها أن تماسك الوضع في المنطقة الغربية يستند على الدعم التركي.

ولأن مصالح تركيا خاصة ما يتعلق بالاتفاقية البحرية مرتبطة بالمنطقة الشرقية أكثر، وأن تركيا إذا ما تحصلت على ضمانات يمكن أن تنحاز إلى البرلمان وفريقة وتتخلى عن المنطقة الغربية بما قيها من قوى وتيارات.

هذه القراءة يمكن أن تكون صحيحة إذا ما افترضنا أن قرار التدخل التركي جاء نتيجة الحسابات الاقتصادية التركية وحدها، وهذه طبعا مغالطة كبيرة؛ لأن تركيا عضو في الحلف الاطلسي وتدخلاتها الخارجية لا يمكن أن تخرج عن الاستراتيجية العامة للحلف وخاصة الرؤية الأمريكية.

ويمكنني القول أن التدخل لم يكن بقرار تركي فقط، وخاصة ما يتعلق بتوقيت التدخل لأن الهدف الأساسي منه هو منع القوات الروسية من الدخول إلى العاصمة طرابلس وهذا أمر بيد أمريكا وبريطانيا أولا.

الخلاصة أن  تركيا لا تستطيع أن تنسحب من طرابلس إلا إذا توفرت قوة قادرة على منع الروس من دخولها.

 

(المقالات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كاتبها )