مؤسسة دولية: أزمة أوكرانيا لها آثار جيوستراتيجية وسياسية وإنسانية في ليبيا

مؤسسة دولية: أزمة أوكرانيا لها آثار جيوستراتيجية وسياسية وإنسانية في ليبيا

مارس 28, 2022 - 17:24
القسم:

الباحث أشار إلى أن التنسيق الروسي التركي في ليبيا كان أحد الضوابط لعدم اندلاع القتال من جديد، وقال "إنه على المدى القصير من المرجح أن يستمر هذا الترتيب، حيث لا يزال لدى كل من موسكو وأنقرة مصلحة في استخدام المناورات الدبلوماسية لتأمين أهدافهما الاقتصادية والسياسية في ليبيا"

كشف الزميل الأول في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي "فريدريك ويري"، أن أزمة أوكرانيا سيكون لها آثار جيوستراتيجية وسياسية وإنسانية بعيدة المدى في ليبيا.

وقال "ويري" في تقرير مشترك نشرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بعنوان (ماذا تعني الحرب الروسية في أوكرانيا للشرق الأوسط؟) "إن العدوان على طرابلس (2019- 2020) شهدت تدخل المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر دعما لمجرم الحرب خليفة حفتر، وانتهى بوجود آلاف المقاتلات الروسية إلى جانب طائرات حربية متقدمة ومعدات عسكرية أخرى متحصنة بقوة حول حقول النفط وفي القواعد الجوية في جميع أنحاء ليبيا".

وأضاف " أنه في خضم الصراع في أوكرانيا، لم تنسحب هذه القوات الروسية بأعداد كبيرة من ليبيا وهي توفر الآن لروسيا نفوذًا استراتيجيًا على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، فضلاً عن القدرة على تعريض إنتاج النفط للخطر، ومع استمرار تزايد خسائر روسيا في أوكرانيا، من المحتمل أن تضطر إلى نقل أفراد مجموعة فاغنر وعتادها العسكري من ليبيا إلى الجبهة الأوكرانية.

وأشار الباحث إلى أن التنسيق الروسي التركي في ليبيا كان أحد الضوابط لعدم اندلاع القتال من جديد، وقال "إنه على المدى القصير من المرجح أن يستمر هذا الترتيب، حيث لا يزال لدى كل من موسكو وأنقرة مصلحة في استخدام المناورات الدبلوماسية لتأمين أهدافهما الاقتصادية والسياسية في ليبيا".

وحذر "فريدريك ويري" من تضاؤل ضبط النفس في ليبيا على المدى الطويل إذا قررت روسيا التصعيد، أو إذا اتخذت تركيا موقفًا أكثر تشددًا ؛ بسبب تنشيط الناتو، أو إذا لجأت المعسكرات الليبية المتنافسة في النهاية إلى القوة العسكرية، حيث زاد هذا الخطر الأخير مع المواجهة الأخيرة في طرابلس بين المتنافسين على منصب رئيس الوزراء، على الرغم من المناورات في الوقت الحالي وعقد الصفقات وفق تعبيره.

ولفت الباحث إلى أن إطالة أمد الحرب الأوكرانية سيؤدي إلى تصاعد الصعوبات الاقتصادية للمواطنين الليبيين، ويتضح هذا بشكل خاص في تزايد انعدام الأمن الغذائي حيث تستورد ليبيا حوالي 75% من قمحها من أوكرانيا أو روسيا، ومع احتياطيات القمح المحدودة ستضطر إلى دفع علاوة لجذب الموردين البدلاء مثل البرازيل والأرجنتين، ويمكن أن يؤدي الارتفاع الحاد في أسعار الخبز إلى زيادة الضغط العام على الحكومة.