رصد هلال رمضان

رصد هلال رمضان

أبريل 02, 2022 - 11:03
القسم:

صورة من الأرشيف

تختلف طرق رؤية هلال رمضان من بلد إلى آخر، حيث تعتمد دول عربية وإسلامية على الرؤية بالمنظار، فيما تلجأ دول أخرى إلى الحسابات الفلكية، وهناك من يعتمد على الرؤية بالعين المجردة.

وتعتمد معظم الدول الإسلامية في تحري الهلال على لجان مكونة من فقهاء وعلماء فلك ومواطنين عاديين، حيث يقوم هؤلاء باستطلاع الهلال يوم الـ29 من شعبان في كل مكان ممكن، عملاً بمبدأ الرؤية المكانية، ونظرًا لأن القمر الجديد (الهلال) لا يُرى بسهولة في سماء الليل، فقد أصبحت التقنيات المساعدة (المراصد) تستخدم للتأكد من رؤية الهلال، بينما تتمسك دول بضرورة الرؤية المجردة للهلال، ومن بينها سلطنة عُمان.

لكن طريقة التحري لا تكون سهلة دائما بسبب وجود ما يحجب الرؤية مثل السُحب، وقد يكون هناك صعوبة في إيجاد القمر في بعض المواقع، وهذا أدى إلى اختلافٍ في موعد بدء شهر رمضان بين دولة وأخرى.

ومما يجعل رؤية الهلال صعبة نوعًا ما، هي ولادة الهلال بالقرب من الشمس، إذ تصبح رؤيته وإمكانية تحديده صعبة، وخاصةً عندما يولد الهلال بعد غروب الشمس بوقتٍ قليل وبهذا يبرر العلماء أخطاءهم وحيرتهم واختلاف حساباتهم بهذه الأسباب.

كما يعتبر اختلاف الموقع الجغرافي للبلدان الإسلامية عاملًا قويًا في تباين مواقفهم، فمنها من ترى الهلال في نصف الكرة الشرقي، وبالمقابل لا يُرى في النصف الغربي من العالم، لكنها غالبًا ما تتشابه في طرق تقصي رؤية الهلال، ونتيجة لعدم اتفاق البلدان يفضل بعض الناس اتباع ما يحدده البيت الحرام دون الاعتماد على رؤية الهلال في بلدانهم.

لكن حتى ذلك لم يسلم ففي عام 2011م، حدث تشكيك وجدل واسع بعداعتراف الجمعية الفلكية بجدة بأن المواطنين السعوديين أفطروا على رؤية كوكب زحل بدلًا من هلال شوال، فلقد أكد جميع الفلكيين في العالم العربي أن رؤية هلال شوال في سماء المملكة في هذا التوقيت مستحيلًا، ولهذا السبب، قررت المملكة دفع مليار و6 ملايين ريال كفارة للشعب، 

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقع فيها السعودية بهذا الخطأ - ففي عام 1984م صام ملايين المسلمين في السعودية 28 يومًا فقط، لأن أحد الشهود رأى كوكبي عطارد والزهرة فاعتقادهما الهلال، إذ تفتقر المملكة إلى الجهات المختصة بهذا المجال وتعتمد على رؤى الشهود بصرف النظر عن خبرتهم ومعرفتهم.

أما في ليبيا فتعتمد فريق رصد الأهلة التابع لدار الإفتاء والمختصة في هذا المجال على أجهزة رؤية حديثة ودقيقة ومتطورة جدًا تنتشر في عدة مناطق في البلاد لرصد الهلال كما تفتح المحاكم أبوابها لتلقي شهادات الشهود بظهور الهلال و رؤيته.