مراوغة مصرية وتدخلات في مجريات الحوار بين المجلسين اضطر وليامز لإنهائه قبل التوصل لاتفاق

مراوغة مصرية وتدخلات في مجريات الحوار بين المجلسين اضطر وليامز لإنهائه قبل التوصل لاتفاق

أبريل 25, 2022 - 11:28
القسم:

مصدر مصري:  القاهرة تسعى لتغيير المبعوث الأممي لليبيا وتكليف شخصية أفريقية بالمهمة

صورة من الأرشيف

قال مصدر مصري مطلع بالشان الليبي إن القاهرة "بدأت تحركات جديدة، عبر التواصل مع عدد من الدول الأفريقية ذات الثقل الدولي، ومنها جنوب أفريقيا، من أجل التوافق على مقترح باسم شخصية أفريقية ترأس البعثة الأممية في ليبيا، بدلاً من ستيفاني وليامز بسبب الغضب المصري تجاه سياساتها أخيراً

وبحسب المصدر الخاص بصحيفة العربي الجديد فإن آخر محطات الصدام بين وليامز والقاهرة، "ما حدث خلال الاجتماعات الأخيرة لأعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين، التي استضافتها القاهرة أخيراً، بهدف التوافق بشأن القاعدة الدستورية، التي من المقرر أن تجرى على أساسها الاستحقاقات الانتخابية الليبية".

ووفقاً للمصدر فإن "وليامز هي التي اتخذت القرار بإنهاء الاجتماعات واستكمالها عقب عيد الفطر، وذلك بعد الخلافات بينها وبين الجانب المصري، الذي ضغط لفرض رؤى تتعلق بالمشهد الليبي".

من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة إن الخلافات التي شهدتها الاجتماعات الليبية في القاهرة كانت ناجمة عما وصفها بـ"مراوغة مصرية".

وأوضح الدبلوماسي الغربي : "في البداية أبدت مصر حسن نوايا بشأن إجراء الأطراف الليبية حواراً حراً على أراضيها، قبل أن تفاجأ البعثة الأممية المنسقة للحوار باجتماعات ممثلي مجلس النواب مع مسؤولين مصريين في جهاز المخابرات العامة، قاموا بعدها بتقديم تصورات مغايرة تماماً لما يجرى الحوار بشأنه، وهو التوافق بشأن قاعدة دستورية".

وأضاف الدبلوماسي الغربي أن وليامز "فشلت في الحفاظ على المسار الأساسي للحوار، في ظل الضغوط المصرية، التي جاءت على الرغم من تعهدات من جانب المسؤولين باللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي لوليامز، قبل انطلاق الاجتماعات، بتقديم كل التسهيلات، وعدم التدخل في مسار الحوار".

وأشار إلى أن وليامز "هي التي اتخذت قرار إنهاء الاجتماعات قبل موعدها، على الرغم من عدم التوصل لاتفاق، وهو ما أغضب المصريين، الذين انصبت رؤيتهم لمستقبل المشهد الليبي على تسليم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة مهامها إلى الحكومة الموازية والمكلفة من مجلس النواب المنعقد في الشرق الليبي برئاسة فتحي باشاغا، على أن تتولى الحكومة الجديدة مهمة إجراء الانتخابات

ووفقاً للدبلوماسي المصري فإن "ترحيب الجزائر باستقبال الدبيبة في الوقت الراهن، على الرغم من معرفتها بتوتر العلاقات بينه وبين القاهرة، مثّل صدمة للمسؤولين في مصر، خصوصاً أن الزيارة كانت بهدف الحصول على الدعم، ولم تكن في إطار مسعى من جانب الجزائر لإقناعه بتسليم مهامه للحكومة التي كلفها مجلس النواب".

وبحسب الدبلوماسي فإن "التوتر في العلاقات المصرية الجزائرية وصل إلى ذروته، خصوصاً نهاية فبرايرالماضي بعدما قررت الجزائر تشكيل الـ"جي 4" الأفريقية مؤكد أن القيادة السياسية المصرية "رأت في تلك الخطوة استهدافاً مباشراً لها، خصوصاً في ظل ضم إثيوبيا للتحالف من جهة، ومن جهة أخرى أنه لم تتم مخاطبة مصر من جانب الجزائر للانضمام، على الرغم من عودة العلاقات أخيراً 

كما علّق المصدر المصري على تحركات الدبيبة الأخيرة ورغبته في زيارة تونس ، بالقول إنها "تربك الترتيبات المصرية، وتفرض على المسؤولين في القاهرة ضرورة عدم إغلاق الباب تماماً معه، ومع داعميه من دول الجوار، والقوى الإقليمية، والدولية الأخرى"

وكانت المبعوثة الأممية استيفاني وليامز قد انهت اجتماعات القاهرة قبل يومين من موعدها المحدد دون التوصل لاتفاق بين الطرفين الأمر الذي أثار الشكوك حول أسباب انهاء الاجتماعات بذلك الشكل المفاجئ.