يعرف المسجد الأقصى بأحد أكبر مساجد العالم وأحد المساجد الثلاثة التي يشد المسلمون الرحال إليها، وهو ثاني مسجد بني على الأرض في عهد سيدنا آدم عليه السلام، وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى.

لكن كثيراً منا لا يعلم أن المسجد عبارة عن إرث حضاري إسلامي في فن العمارة الإسلامية، إذ يتميز المسجد بعمارته ذات النقوش والألوان الجميلة ويبرز جزء بسيط منها في نوافذ المصلى القبلي الزجاجية الملونة.

وتعد نوافذ الجامع القبلي التي دمرتها قوات الاحتلال في الاقتحام الأخير للمسجد نوافذ غير عادية أبداً، فهي نوافذ بديعة تسمى بالقمريات في فن العمارة الإسلامية وتثنع بعناية بالغة وبمهارة عالية، حيث تنحت بأشكال زخرفية ويضاف إليها الزجاج الملون بدقة.

وبحسب المقدسيين فإن العمل على النافذة الواحدة يستغرق قرابة 6 أشهر.0

وبحسب العم أبو أشرف الموسوس الذي يعد من المشرفين القدامى والفنيين المحترفين في نحت الجبس وتعشيقه بالزجاج الملوّن في المسجد الأقصى، فإن تصنيع الجبس ونحته حسب الرسوم الهندسية الإسلامية يحتاج إلى حوالي 280-300 ساعة عمل 

أي 3 أشهر في الشباك الواحد.

ويقول العم أبو أشرف الذي ورث تلك الصنعة من والده أن تلك المهمة النبيلة تحتاج إلى عين بصيرة وجرأة، وتحكم دقيق في قوة النحت والكثير من الصبر وطولة البال. 

ليأتي الاحتلال ويدمر هذا الفن في دقائق وينسف كل هذا بثوانٍ معدودة، علاوة على كل عرقلات إعادة ترميمها، حتى أن بعض النوافذ التي دمرت في أحداث العام الماضي لم يتم استبدالها إلى الآن، ليضاف لها عدد جديد من النوافذ الأثرية التي تم تكسيرها هذا العام لاستخدامها كفتحات يتم استهداف المصلين والمعتكفين داخل المصلى من خلالها.