إحياء الذكرى107 لمعركة القرضابية الشهيرة

إحياء الذكرى107 لمعركة القرضابية الشهيرة

أبريل 30, 2022 - 11:40
القسم:

سرت

أحيت بلدية سرت الذكري 107 لمعركة القرضابية الشهيرة إذ تعتبر معركة القرضابية معركة فاصلة في الجهاد الليبي ضدالطليان، فهي تعرف بمعركة الوحدة الوطنية إذ شارك فيها جميع أبناء ليبيا، كما أنها شكلت البداية لاندحار الإيطالييين

فعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الإيطالية الواحدة تلو الأخرى وبحلول منتصف اغسطس من نفس العام الذي وقعت فيه معركة القرضابية لم يبق بيد الإيطاليين إلا مدينتي طرابلس والخمس.

فبعد أن بسطت الحكومة الإيطالية نفوذها على نواحي طرابلس والجزء الغربي من ليبيا تحركت القوة الإيطالية من ناحية الغرب ومعها المحلات الليبية فأرادت ربط طرابلس الغرب ببرقة، ولكي يتسنى لها ذلك، كان لزاما عليها أن تزيح معسكرات المجاهدين المرابطة في نواحي النوفلية وجنوب سرت، وقرر امياني بالتشاور مع حكومته وقيادته في روما استرداد فزان بأي ثمن وربط برقة بطرابلس

 ولضمان ذلك كما يعتقد استعان بعدد من الزعامات الوطنية التي استمالها الإيطاليون إلى جانبهم بالمال وبغيره فجعلت المدافع والرشاشات في حوزة الطليان دائما وتحت رعايتهم حيث سيّر جيشين الأول يتجه إليها من طرابلس عن طريق غريان، مزدة، كان الجيش مؤلفا من أربعة عشر ألفا مقاتل 

وفي صبيحة يوم الخميس 15 من جمادى الآخرة سنة 1333، الموافق 29 أبريل سنة 1915 صدر الأمر بالهجوم وما هي إلا لحظات حتى التقت طلائعه بالمجاهدين، فابتدروهم بالرصاص، وتدفقت سيوله عليهم من كل جهة، وحمي وطيس المعركة فاستشهد من المجاهدين لأول وهلة نحو 400 شهيد، واشتد الكرب على المسلمين، ففرح إمياني بذلك وبرق السرور في عينيه ولكن بحلول الظهر كانت فلول الإيطاليين قد تقطعت اوصالها، والتجأت إلى مدينة سرت حيث عاثت فيها فسادا وشهدت المدينة مذابح انتقامية استمرت ثلاثة ايام.

وبمجرد وصول إمياني إلى سرت جرد جميع الليبيين من الأسلحة وعقد مجلسا عسكريا وحكم بالإعدام على كثير من السكان ومن أبناء الليبيين الذين التجؤوا إلى سرت وفي مقدمتهم من الأعيان والرؤساء الحاج محمد القاضي من مسلاتة، والحاج محمد بن مسعود من قماطة، وحسونة بن سلطان، وأبو بكر النعاس، وأحمد بن عبد الرحمن من ترهونة، وقتل من غيرهم نحو سبعمائة، وأصدر أمرا بالقتل العام، وبملاحقة وقتل رجال القبائل فصار الجند يقتلون الناس في الشوارع وعلى أبواب البيوت، ويربطون العشرة والعشرين في حبل واحد ثم يقتلونهم، ورمي كثير من الناس بأنفسهم في البحر فرارا من التمثيل بهم، فكان منظرا مريعا، وبعثوا إلى روما نحو ألف أسيرا أكثرهم من السكان والحمالين الذين استأجروا جمالهم.