كشف الروبوت الجوّال "برسيفرنس" التابع لوكالة ناسا أسرار المشهد الصوتي المذهل للمريخ، وتبيّن مما سجلته العربة أن الكوكب الأحمر هادئ، ينتقل فيه الصوت ببطء وبسرعتين مختلفتين.

وهبط المسبار الجوال "برسيفرانس" قبل أكثر من عام بقليل على سطح الكوكب الأحمر، وما أن هبط المسبار حتى أرسل أول تسجيل صوتي في تاريخ الاستكشاف الفضائي للمريخ.

ومن وراء صوت هدير المركبة، تمكن الباحثون بوضوح سماع صوت عاصفة من الرياح في هذا التسجيل، وبذلك بعدما دأبت مركبات الاستكشاف طوال 50 عاماً على إرسال آلاف الصور إلى الأرض، خرج الكوكب الأحمر من "العدم الصوتي".

وبيّن هذا التسجيل الصوتي الأول وجود أمور لم تكن معروفة من قبل على المريخ، بحسب دراسة نشرتها مجلة "نيتشر" العلمية حيث تمكن الباحثون من قياس سرعة الصوت ميدانياً، والتي بلغت 240 متراً في الثانية، وهي أبطأ من سرعة الصوت على الأرض والتي تبلغ 340 متراً في الثانية.

وأضاف موريس، وهو عالِم فيزياء فلكية في معهد أبحاث الفيزياء الفلكية والكواكب في جامعة تولوز، إن توهين الصوت أقوى على المريخ منه على الأرض، خصوصاً الصوت العالي الحدة الذي يتلاشى بسرعة كبيرة، حتى على مسافة قصيرة، مما يؤدي، على سبيل المثال، إلى أن يجعل "المحادثة صعبة بين شخصين تفصل بينهما 5 أمتار فقط"، موضحاً أنه لو حضر المرء حفلة موسيقية ستصل أصوات الموسيقى بالسرعة نفسها، سواء كانت منخفضة أو عالية أما على المريخ، "إذا كنت بعيداً قليلاً عن المسرح.. سيستغرق وصول الصوت مدة طويلة".