إغلاق النفط من قبل مؤيدي باشاغا والنواب أثار حفيظة المجتمع الدولي تجاههما

إغلاق النفط من قبل مؤيدي باشاغا والنواب أثار حفيظة المجتمع الدولي تجاههما

مايو 14, 2022 - 11:38
القسم:

يسعى مجلس النواب خلال جلسته القادمة لدعم مباشرة حكومة فتحي باشاغاالموازية أعمالها من مدينة سرت

صورة من الأرشيف

اعتبر المحلل السياسي الليبي "مالك هراسة" اختيار "باشاغا" لسرت أو أي مدينة أخرى غير طرابلس لمباشرة مهامه يعكس ضعفه وعدم قدرته على تسلّم سلطته في عاصمة البلاد ككل الحكومات عقب إعلان مجلس النواب عزمه على عقد جلسته القادمة في مدينة سرت بهدف "دعم باشاغا في مباشرة عمله من المدينة"، بحسب بيان صحفي للمتحدث الرسمي باسم المجلس "عبد الله بليحق"، الثلاثاء الماضي.

وقال هراسة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "اختيار أي مدينة غير طرابلس لن يغير من الأمر شيئاً، ولنا في الحكومة المؤقتة السابقة التي ترأسها، عبد الله الثني، واتخذ مدينة البيضاء شرقيّ البلاد مقراً لها، ودعمها البرلمان بقوة، فقد مارست مهامها لسبع سنين دون أن تنجز شيئاً أو يعترف بها أحد".

وتابع هراسة قائلاً "السر ليس في طرابلس كمدينة، مع أنها عاصمة الدولة منذ تأسيسها، والمدينة الأكبر، والأكثر كثافة، وسكانها ذو طابع مدني غير متعصب، ولكن العبرة بالسيطرة على مؤسسات الدولة، وخاصة المالية منها، ولهذا لن يفيد باشاغا اختيار سرت ما دام المصرف المركزي، ومؤسسة النفط، ومؤسسات الدولة السيادية الأخرى موجودة في طرابلس، حيث توجد حكومة الدبيبة".

وبسبب وجود هذه المؤسسات في طرابلس، يستبعد هراسة أن يدفع اختيار باشاغا سرت مقراً لحكومته في اتجاه تغيير الموقف الدولي، معتبراً أن تحكّم الدبيبة في هذه المؤسسات هو ما يمنحه الاعتراف الدولي.

ويرى هراسة أن أزمة إغلاق أنابيب النفط الأيام الماضية، من طرف مؤيدي مجلس النواب وحكومة باشاغا زادت من تحفظ المجتمع الدولي عن هذه الحكومة، وخصوصاً مع عدم قدرتها على إعادة فتح مواقع النفط بعد إعلانها الرسمي عن فتحها.

ويعبّر هراسة عن خشيته من أن يؤسس اختيار مقر آخر للحكومة غير طرابلس لــ "انقسام سياسي جديد كالذي شهدته البلاد بين عامي 2014 و2020"و وفقاً لرأيه "لا مناص من التوجه بأقصى سرعة ممكنة لانتخاب برلمان جديد يوحّد السلطات، ويحمي البلاد من شبح التقسيم أو العودة للحروب والأزمات الاقتصادية، ويؤسس لإنهاء المرحلة الانتقالية بدستور دائم ورئيس منتخب".

وبعد مرور شهرين ونصف على تكليف مجلس النواب لحكومة  فتحي باشاغا الموازية لم يتمكن باشاغا من دخول العاصمة الليبية طرابلس، وتسلُّم مهامه من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي يتمسك بعدم تسليم مهامه إلا لجهة منتخبة.