باشاغا: "انكار للواقع" .. أم "تغييب تطوعي" .. أم هو "السحر" ؟!

باشاغا: "انكار للواقع" .. أم "تغييب تطوعي" .. أم هو "السحر" ؟!

مايو 18, 2022 - 10:21

بقلم الكاتب| فرج فركاش

صورة من الأرشيف

للامانة كنا نتوقع من السيد فتحي باشاغا وبعد المشاهد المؤسفة والمحزنة في العاصمة وبعد رجوعه "الاجباري" الى سرت .. وربما للمساعدة في انقاذ "مستقبله السياسي" (او ما تبقى له من مستقبل)، ان يقوم بالواجب المنتظر منه وان يتقدم باستقالته و"يلوحها على وجوه النواب" .. او على الاقل ان "يتلقف الحبل اللي رماه الدبيبة للاجسام الحالية و يكتفه بيه" ويضع الدبيبة في موقف محرج ويطالب المجلسين بصورة عاجلة بالتوافق على القاعدة الدستورية المنتظرة واصدارها لاجراء انتخابات مبكرة حتى بوجود حكومتين بعد اتضاح بعض الامور (الواضحة اصلا) .. 

ولكن السيد باشاغا وفي كلمته بعد عودته الى سرت امس ومن ضمن حديثه:  

- يتهم الصديق الكبير بأنه وراء تحريك "المليشيات" لاخراجه من طرابلس بعد محاولة التسلل الفاشلة للعاصمة في الساعات المتأخرة ليلة الاثنين/صباح الثلاثاء .. وهذا لا يعني الا شئ واحد: وهو ان الكبير رفض القبول بتسييل الميزانية لحكومته الموازية!!

- ولا زال باشاغا مُصِر على انه هو "رئيس الحكومة الشرعي" وأن تعيينه تم بتوافق ليبي وبطريقة "ديمقراطية وشفافة" رغم رفض مجلس الدولة بقراره الواضح في جلسته الشهيرة وتصريحات رئيسه المشري عن عدم الاتفاق مطلقا مع مجلس النواب حول طريقة تعيينه وعدم التوافق على طريقة صياغة التعديل الثاني عشر .. ورغم ايضا ملابسات تعيينه التي شكك فيها الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش نفسه وشكك في جلسة ومسرحية منح الثقة الهزلية التي كانت منقولة على الهواء .. ورغم عدم حصول حكومته على اي اعتراف دولي يذكر سوى اعتراف روسي خجول ويتيم ولم يتكرر (خاصة بعد مقال التايمز) .. ولازالت حكومة #الدبيبة هي الحكومة المعترف بها امميا في سجل ادارة المراسم بالامم المتحدة (UN Protocol and Liason Services) التي في اخر تحديث لها لقائمة الرؤساء ورؤساء الحكومات ووزراء الخارحية كان في يوم 12 من هذا الشهر .. شهر مايو ..

- ويقول ان "اهل طرابلس" "رهينة لارهاب المليشيات" ولا يستطيعون التعبير عن ارائهم .. رغم شكره لاهل طرابلس (مرتين) امس على "حفاوة الاستقبال" له !! 

- ويتقدم ايضا بشكر خاص لقادة مليشيات كان قد وضعها في السابق في قائمة "صيد الافاعي" ويتهمها سابقا بالفساد .. وكان يحاربها بالأمس القريب !!

هذا يدفعنا للأسف للاستنتاج ان باشاغا ربما لازال إما مغيبا عن الواقع ... او يعلمه و يصر على انكاره ربما بسبب قوة "جاذبية الكرسي" (الذي يراه قريب وهو في الواقع بعيد كبعد العاصمة عنه) ، بحديثه "الاسطواني المتكرر" الذي لا يقنع اي متتبع للمشهد الليبي بواقعه الحقيقي وتعقيداته .. او ربما الاخ باشاغا (وهو سؤال اصبح يتردد تندرا وبنوع من الفكاهة على لسان الكثير من الليبيين) ... فعلا مسحور ؟!!

 

(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كاتبها)