يسعى أهالي مدينة غريان إلى إحياء السياحة الداخلية في المدينة عبر الترويج و التعريف ببيوت الحفر أو الداموس والتي تعد تحفة معمارية تاريخية مهجورة في معظمها يأمل السكان أن تساهم السياحة في إحيائها للتوعية بتراثهم.

وتعتبر "بيوت الحفر" عبارة عن تجاويف حفرت بطريقة بدائية داخل سفوح الجبال منذ قرون، تحتوي على حجرات وفناء واسع ونظام للمياه وتصريفها. 

وتتم عمليات الحفر في مرحلتها الأولى لتلك البيوت باختيار تركيب صخري يكون بمثابة السقف، لتليها أعمال حفر في أسفل التركيب الصخري، ثم طلاء الحائط والسقف بالجبس أو الطين لمنع تفتت الصخور أو تساقطها.

أما المرحلة الأخيرة فتختص بالتصميم وتركيب ملحقات "الداموس" حيث تُصنع الأبواب على هيئة أقواس دائرية من جذوع النخيل المربوطة بأغصان الزيتون وتُستخدم لذلك مسامير خشبية "طرية" من جذوع الزيتون الخضراء. 

كما تقام في جدران الغرف حفر مختلفة الأشكال تُخزن فيها لوازم المنزل الصخري.

وكانت إيطاليا قد جعلت لهذا الموقع أهمية كبيرة من خلال نشرها سنة (1936م) أول دليل سياحي يضيء على هذه المنشآت البدائية التي تحولت في خمسينيات القرن العشرين إلى وجهة سياحية بارزة.