شرف الدفاع عن المصطفى ﷺ واجبٌ شرعيٌّ

شرف الدفاع عن المصطفى ﷺ واجبٌ شرعيٌّ

يونيو 08, 2022 - 11:25

بقلم الكاتب/ أسامة المبروك صالح

من المعلومِ بالدين بالضرورة أَنَّ مَحَبة المصطفى صلى الله عليه وسلم وطَاعَتَهُ، واتباع سنته، وَنُصْرَتَهُ جنابه ودينه، وَالدِّفَاعَ عَنْهُ من أعظم الواجبات الشرعية التِي لاَ يَتِمُّ إِيمَانُ العَبْدِ إِلاَّ بِهَا، (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، والله سبحانه أمرنا بنصرته وتوقيره ﷺ فقال في كتابه العزيز: (لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا). 

وفي المقابل إنَّ انْتِقَاصَ جناب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وَالاسْتِهْزَاءَ بِهِ أو بشيءٍ من شريعتهِ كفر وردة عن دين الإسلام قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.. )

وقد توعّد الله تعالى بالعذاب واللعنة لمن تطاول على جناب نبينا ﷺ، فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا﴾.

واليوم في هذه الأزمان نسمع مَنْ يتطاول ويتجرأُ ويستهزئ بخير البشر صلوات ربي وسلامه عليه من عبدة الحيوانات والأصنام الذين طمس الله على بصيرتهم وختم على قلوبهم وأسماعهم، وجعل على أبصارهم غِشاوة فهم لا يؤمنون.. الأمر الذي يوجب علينا معاشر المسلمين تضعيف الجهد في نصرة المصطفى ﷺ والتمسك بسنته، والذب عن عرضه في مثل هذه الأحداث، إذ القيام بواجبِ تعظيمِ نبينا ﷺ والذب عن عرضه أمرٌ لا خيارَ للمؤمن فيه، إذ كيف لا يتمعّر وجهُ مسلمٍ ولا يضيقُ صدره ولا ينطلقُ لسانه وبنانه بالذب عن عرض حبيبه المصطفى ﷺ وهو يسمع مَنْ يتجرأُ عليه بالشتم والتنقص؟! ونبينا ﷺ يقول: "لا يؤمن أحكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" ويقول أيضا: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" فهذا من أقلّ الواجب علينا معاشر المسلمين إزاء هذه الهجمات الشرسة والمغرضة.

نحن نعلم (أنَّ الصراخ على قدر الألم!) إذ سبب هذا الأذى والتطاوُل على الإسلام والرسول ﷺ مرجعه إلى ما يراه أعداء الإسلام ويغيظهم من سرعة انتشار الاسلام، وتأثُّر الناس به، ودخولهم فيه؛ لأنه –كما يُقال: (لا يُرمى بالأحجار إلا ثمار الأشجار) زدْ على ذلك: ما يراه أعداء الإسلام من ضَعف وخيانة بعض حكّام المسلمين وهَوانهم على أعدائهم وعمالتهم وتبعيتهم لهم! الأمر الذي جرّاء الكفرة الفجرة على التطاول على الإسلام ونبينا ﷺ ومقدساتنا.

 ولكنْ ألا شاهت تلك الوجوه وخرست ألسنتهم وشلّتْ أيديهم ولُعنوا بما قالوا فها هو الإسلام اليوم يسجل أعلى الديانات انتشاراً رغم كل محاولات التشويه البائسة.. وها هم أمة الإسلام شيباً وشباباً صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً يهبون ليناولوا شرف الدفاع عن جناب نبينهم ﷺ إذ قد فاتهم شرف الصحبة فلن يفوتهم شرف النصرة لنبينهم صلوات ربي وسلامه عليه.

 كما نقول لأولئك الحاقدين ألا موتوا بغيظكم "فرُبَّ ضارةٍ نافعة"؛ فعقب كل تطاول بغيظ وهجوم خسيس ضد جناب نبينا وحبيبنا محمد ﷺ يَزداد إقبال الناس على التعرف على دين الإسلام والاطلاع على سيرة نبي الرحمة؛ فيدخلون في دين الإسلام أفواجاً.

 فكل دعوة تموت بموت أصحابها، إلا دعوة الإسلام فلم تزدد بموت رسول الله ﷺ إلا انتشاراً وما هذا إلا علامة على صحة ما جاء به وأنه تنزيل من حكيم حميد.

ولكي نزيد الإسلام شرفاً وعزاً ونزيد أعداءه خسَّةً وكمداً نذكرُ أنفسنا ونحثُّها على صور من الانتصار للنبيِّ المختارِ صلى الله عليه وسلم، ومنها:

1. نشرُ دينهِ وإحياءُ سُنَّتَهِ، والدعوةُ إِلى هَديِهِ بكل الوسائل المتاحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فلا تستقل أي جهد مهما كان صغيراً، فانشُرْ -أيها المسلم- كل حسنة تعلمها من سيرة رسولك ﷺ حتى تصل لمنْ تكون سبباً لهدايته، أو تكون غيظاً لعدو الله تعالى.

2. إشاعة أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم مع العدو والصديق القريب والبعيد، مع المسلم وغيره، وبيان أنَّه الرحمةُ المُهداة للعالمين.

3. إبراز معالي أخلاقه ﷺ في الدروس والمحاضرات والتعاملات مع أهلك وأسرتك وأصدقائك ما أمكن حتى يعرف الناسُ قيمة وعظمة هذا الرسول الكريم ﷺ.

4. دراسة حَيَاتهِ صلى الله عليه وسلم وَسِيرَتَهِ العطِرةِ، بين الأهل والأقارب وفي المسجد والمدارس وبين الأصدقاء، وبينا عطفه ورحمته للمؤمنين والناس جميعاً، وعرض محاسن أخلاقه وجمال خِلْقته وحسن صورته ﷺ.

5. طاعة أمر نبينا صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه صلى الله عليه وسلم ونصرته في كافة المحافل أمام الهجمات الشرسة التي تُشنُّ على ديننا الإسلام أو على نبينا صلى الله عليه وسلم أو مقدسات الإسلام وقيمه.

فإن فاتنا شرف صحبة نبينا ﷺ ونصرته حياً فلا يفوتنا شرف نصرة دينه من بعده وهذا هو الواجب المتاح اليوم على عاتق علماء الإسلام ودعاته ومنتسبيه.. وهو الواجب أيضا على حكام دول الإسلام، وعلى الإعلاميين، وعلى الآباء والأمهات مع الناشئة، والمعلمين في المدارس والجامعات أن يحثوا أبناء المسلمين على دراسة وإظهار أخلاق المصطفى ﷺ ونشرها والإشادة بها في كل المحافل والأماكن حتى يعرف الناس حقيقة هذا الدين، وإذا كان الذب عن عرض أخيك يرد عن وجهك النار يوم القيامة فكيف بالذب عن عرض خير البشر محمد رسول الله ﷺ والأمر كما قال حسّان بن ثابت رضي الله عنه:

أتهجوه ولست له بكفء ... فشركما لخيركما الفداء

هجوت مباركا برا حنيفا ... أمين الله شيمته الوفاء

أمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء

فإنَّ أبى ووالده وعرضى ... لعرض محمد منكم وقاء

(المقالات المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كاتبها)