مجزرة أبو سليم مأساة تأبى الانتهاء

مجزرة أبو سليم مأساة تأبى الانتهاء

يونيو 29, 2022 - 11:31
القسم:

تعد المجزرة إحدى أهم شرارات ثورة17من فبراير

صورة من الأرشيف

تعتبر مجزرة سجن (أبي سليم) التي وقعت في 29 يونيو 1996م من أكبر انتهاكات نظام "معمر القذافي" في ليبيا و أكبر عملية قتل جماعية، حيث راح ضحيتها نحو (1269) معتقلاً معظمهم من سجناء الرأي.

ففي يوم (29 من يونيو 1996م) داهمت قوات خاصة سجن أبي سليم الواقع في ضواحي العاصمة طرابلس، وأطلقت النار على السجناء بدعوى تمردهم داخل السجن الذي يعد الأكثر تحصينًا وحراسة في ليبيا، ثم قامت تلك القوات بدفن الجثث في باحة السجن وفي مقابر جماعية متفرقة في ضواحي طرابلس ، وليتم التكتم على الجريمة بعدم إخبار ذويهم على قتلهم.

وطالب أهالي الضحايا ومنظمات حقوق الإنسان طيلة سنواتٍ بالكشف عن مصير السجناء بعد انقطاع أخبارهم، حيث كان النظام يدعو أهالي القتلى من مختلف مناطق ليبيا للقدوم من أجل زيارة أبنائهم ثم يلغي الزيارات بعد وصولهم وانتظارهم أمام السجن لساعات طويلة بحجج واهية. 

وبقي نظام "معمر القذافي"  يتكتَّم على الجريمة وينكر حدوثها ويمنع أي حديث عنها، حتى العام (2009م) عندما بدأ بإبلاغ أهالي القتلى نبأ وفاة أبنائهم.      

وخلال عامي (2009 و 2010م) صعّد أهالي الضحايا والمفقودين من تحركاتهم و وقفاتهم الاحتجاجية؛ للمطالبة بمعرفة مصير جميع المعتقلين، والكشف عن أسباب الوفاة عبر تشريح الجثث، وفتح تحقيق يحدد المسؤوليات.

تولّى قضية الدفاع عن الأهالي في مجزرة سجن أبي سليم محامٍ ليبي اسمه "فتحي تربل" والذي فقَد في المجزرة أحد أشقائه وابن عمه و زوج شقيقته حيث ذكر في تصريحات له «أن المعتقلون تمردو للمطالبة بشروط اعتقال أفضل و بمحاكمة عادلة وبالحق في تلقي الزيارات» مضيفًا أن «هذا النظام القمعي والوحشي نفّذ مجزرة بحقهم في ساعتين أو ثلاث ساعات وحاول طمس هذه الجريمة».

لكن السلطات الليبية قامت باعتقاله يوم الثلاثاء (15 فبراير2011م) عشية انطلاق الاحتجاجات الليبية في (17 فبراير) والتي اندلعت للإطاحة بالنظام الليبي ، فكان اعتقاله بمثابة الشرارة التي ألهبت الثورة حيث اعتبرت قضية سجن (أبي سليم) إحدى أبرز القضايا التي ألهبت مشاعر الثورة الليبية التي انطلقت منتصف فبراير (2011م).