زيارة غير معلنة للقاهرة يجريها المشري وعقيلة لبحث تكليف حكومة ثالثة كحل للأزمة الحالية
دبلوماسييون مصرييون أكدوا أن المشاورات الجارية تجري تحت إشراف تركي مصري
كشف دبلوماسيون مصريون عن تفاصيل التحركات الأخيرة بشأن الوضع في ليبيا، موضحين طبيعة الزيارة غير المعلنة لكلّ من رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري إلى القاهرة.
ووفقاً لدبلوماسي مصري مقرّب من اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبي، فإن رئيس جهاز الاستخبارات العامة عباس كامل عقد لقاءً مع صالح، ومن المقرّر أن يلتقي المشري بشكل منفصل، مؤكداً أن القاهرة تلقت إشارات إيجابية من الطرفين قبل تقديم الدعوة إليهما للقدوم للقاهرة بشأن التجاوب مع المقترحات الرامية لحلحلة الأزمة السياسية، منعاً لأي تصعيد عسكري جديد بين الأطراف المتنازعة على السلطة التنفيذية، في إشارة إلى حكومة الوحدة الوطنية والحكومة الموازية التي يترأسها فتحي باشاغا.
وكشف الدبلوماسي المصري في حديث خاص مع العربي الجديد، عن أن زيارة صالح والمشري للقاهرة تبحث ملفين أساسيين، هما التشاور بشأن تشكيل حكومة جديدة في ليبيا يكون بمقدورها تحقيق التوافق بين الأقاليم الليبية والعمل على ترتيب الوضع وتهيئته لإجراء الاستحقاقات الانتخابية، مشيراً إلى أن الملف الثاني هو إعادة إطلاق مسار المفاوضات بشأن المسار الدستوري، والتوافق على القاعدة الدستورية، وهو المسار الذي شهد توقفاً في أعقاب فشل آخر جولة له في جنيف أخيراً، بسبب الخلاف بين المشري وصالح حول شروط الترشح للرئاسة في ليبيا.
كما كشف دبلوماسي مصري آخر عن أن التحركات الجديدة تتم بتوافق عام بين القوى الإقليمية الرئيسة اللاعبة في المشهد الليبي، وعلى رأسها مصر وتركيا، مؤكداً أن "هناك توافقاً بين القاهرة وأنقرة بشأن مقترح تشكيل حكومة جديدة تكون بديلة عن الحكومتين الحاليتين، ولعب دور من كافة الأطراف الداعمة لهما لإجبارهما على الانصياع لتلك الرغبة الدولية".
ولفت الدبلوماسي إلى أن هناك سيناريوهان الأول منهما " هو إعادة صياغة لإحدى الحكومتين الحاليتين، والدمج بينهما بعد إقناع أحد الرجلين بالانسحاب للآخر"، أما السيناريو الثاني، بحسب المسؤول المصري، والذي بات الأقرب على حدّ تعبيره، في ظل تمتعه بقبول من جانب مجموعة الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا وإيطاليا، وألمانيا)، "فهو تشكيل حكومة جديدة مصغرة، تكون مهمتها تصريف الأعمال اليومية العاجلة، والتحضير للانتخابات، التي يتوافق الجميع على أنها الحل الأمثل للأزمة في ليبيا".
من جانبه، قال دبلوماسي مصري آخر إن هناك توافقاً بين الأطراف الإقليمية والدولية اللاعبة في ليبيا على لعب مصر وتركيا دور الوسيط بين الطرفين، في محاولة لتسريع عملية انتزاع التوافق على الحل السياسي الجديد، والذي يُعدّ أقرب تصور له هو تشكيل "حكومة إنقاذ" جديدة تكون بعيدة تماماً عن شبهات التجاذبات السياسية والدولية، ويقرّ المشاركون فيها بعدم لعب أي دور في الحياة السياسية مستقبلاً، في إشارة إلى الترشح للانتخابات الرئاسية.
ولفت الدبلوماسي المصري إلى أنه على من يرغب في الترشح للرئاسة في ليبيا مستقبلاً أن يتفرغ بعد ذلك لتقديم نفسه بالشكل الذي يراه مناسباً، لحصوله على ثقة الناخب هناك.