11من سبتمبر ذكرى اعتقال شيخ الشهداء عمر المختار

11من سبتمبر ذكرى اعتقال شيخ الشهداء عمر المختار

سبتمبر 11, 2022 - 10:32
القسم:

ألقي القبض على عمر المختار في عام 1931وهو مصاب ينزف دما وأجريت له محاكمة صورية حكم عليه بالإعدام فيها

عمر المختار

في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر من عام 1931م، ألقى الإيطاليون القبض على المجاهد الليبي عمر المختار أحد أشهر المجاهدين المسلمين والعرب، وهو مصاب ينزف دمًا.

ويعرف عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي الشهير بعمر المختار، بلقب شيخ الشهداء، وشيخ المُجاهدين، وأسد الصحراء، وهو قائد أدوار السنوسية في ليبيا وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين، ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.

حارب عُمر المُختار الإيطاليين منذ كان عمره 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وفي 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار التي أعد لها الطليان مكان بناء برلمان برقة القديم، وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعًا انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، نُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبير السن ومريضًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. 

وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.

وفي صباح يوم الأربعاء في 16 سبتمبر 1931، اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والمليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. 

وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كانوا على مقربة منه أنه كان يؤذن في صوت خافت أذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ  ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة}.

وبعد إعدامه أصبح المختار عند العرب عمومًا والمسلمين منهم خصوصًا شهيدًا بطلًا، ومثال القائد الصالح صاحب العقيدة السليمة السويَّة، الذي بذل نفسه وماله للدفاع عن دينه وبلده ضدّ عدو عنصري لا يعرف الشفقة.

 كما أصبحت إحدى جملاته الأخيرة: «نحن لا نستسلم... ننتصر أو نموت.... وهذه ليست النهاية... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه... أمَّا أنا... فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي»، أبرز العبارات على لسان المقاومين في بعض الدول العربية التي عرفت الاحتلال.