16 من أكتوبر يوم إعلان نشأت الجمهورية الطرابلسية

16 من أكتوبر يوم إعلان نشأت الجمهورية الطرابلسية

نوفمبر 16, 2022 - 11:17
القسم:

تعد الجمهورية الطرابلسية أول جمهورية في العالم الإسلامي والعربي بعد سقوط الخلافة العثمانية. 

الجمهورية الطرابلسية

يوافق اليوم 16 من أكتوبر عام 1918م ، إعلان نشأت الجمهورية الطرابلسية في الجزء الغربي من ليبيا، والتي تم الاتفاق على إعلانها بجامع المجابرة في مدينة مسلاتة لتكون بذلك أول جمهورية في العالم الإسلامي والعربي بعد سقوط الخلافة العثمانية. 

وتأتي فكرة تكوين الجمهورية الطرابلسية عقب هزيمة دول المحور في الحرب العالمية الأولى وتوقف الدعم للمقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي على أثر اجتماع بين كل من الشيخ "سليمان باشا الباروني" و "رمضان السويحلي"، وكذلك "عبد النبي بالخير" و "أحمد المريض".

وكان الإعلان الموقّع قد جاء فيه "بسم الله الرحمن الرحيم، في يوم الثلاثاء، الثالث عشر من صفر 1337 – 1918، قررت الأمة الطرابلسية تتويج استقلالها بإعلان حكومة جمهورية باتفاق آراء علمائها الأجلاء، وأشرافها، وأعيانها، وقادة مقاتليها الذين اجتمعوا من جميع أنحاء البلاد، وقد تم انتخاب أعضاء مجلس الشورى الطرابلسي، وانتخب أعضاء مجلس الجمهورية وافتتح أعماله بتبليغ إعلان الجمهورية إلى الدول الكبرى و إلى الحكومة الإيطالية".

وحول أثر الإعلان في نفوس الليبيين والمجاهدين قال الشيخ "الطاهر الزاوى" في كتابه جهاد الأبطال فى طرابلس الغرب "كان للجمهورية الطرابلسية أحسن الأثر في نفوس الشعب، ونشاط سري في جميع مرافق الحياة وأحس الناس بتطور غريب في حياتهم السياسية؛ اعتقدوا أن مصدره هذه الجمهورية التي رأوا فيها فتحاً مبيناً، وثمرة من ثمرات جهادهم الموفق، ولم يكن سكان المدن أقل فرحاً بهذه الجمهورية من إخوانهم المجاهدين ، فقد كان شعور الليبيين جميعاً متجهاً إلى ناحية واحدة وهي التغلب على الطليان، وكانت الجمهورية مثالاً بارزاً في التعبير عن هذا المعنى، فكانت في محل الإجلال والتعظيم من نفس كل ليبي."

لم تدم هذه الدولة كثيرًا، فالإيطاليون لم يرق لهم قيام جسم شرعي يوحّد الليبيين ويحرمهم من فرص الاستئثار بالبلاد، لذلك عملوا رغم خسارتهم الحرب العالمية الأولى وخروجهم منها منهكين، على إحباط كافة العمليات السياسية والإدارية والدبلوماسية التي يتخذها زعماء الجمهورية الجديدة.

دامت الجمهورية الطرابلسية من 16 نوفمبر 1918 إلى 1 يونيو 1919 أي فقط ستة أشهر و نصف الشهر، بإنشاء حكومة الإصلاح الوطني من قبل ملك إيطاليا "فيكتور عمانويل الثالث" بإصداره مرسوماً في 1 يونيو 1919 يقضى بمنح الجنسية الإيطالية لغير المسيحي تسمى «تشيداتنيا» ومعناها الطليان المسلمون أو «المطلينون».

و هذا المرسوم عرف بالقانون الأساسي لسنة 1919 وأيضًا ينص على تشكيل حكومة في طرابلس الغرب يرأسها الوالى الإيطالي وبعضوية ثمانية أشخاص من «تشيدانتانيا» يصدر بتعيينهم قرار من الوالي الإيطالي.

جاء هذا المرسوم بعد المفاوضات التي قام بها بعض مشايخ القبائل مع المستعمر الإيطالي في شهر مارس من سنة 1919 بخلة الزيتونة ، وقد أفضت هذه الاجتماعات إلى مايعرف صلح سواني بن آدم في 22 إبريل 1919.

 وبناء على هذا الصلح أصدر ملك إيطاليا، في 1 يونيو 1919، مرسومًا بالقانون الأساسي للقطر الطرابلسي، يخولهم أن يقوموا بحكم إقليم طرابلس بشكل ذاتي، على أن تكون سيادة الإقليم تابعة لإيطاليا، وشكّل بذلك الليبيون مجلس حكومة تكون من 8 أعضاء من الليبيين واثنين من الإيطاليين بقرار من الوالي الإيطالي.

في ذلك اليوم، أعلن رسميًّا عن نهاية الجمهورية الطرابلسية، ويقول الفقيه والمؤرخ "علي الصلابي"، "لقد كانت فترة ما بعد صلح بني آدم 1919 ، من أتعس الفترات التي مر بها التاريخ الليبي المعاصر، خاصة وأن الإيطاليين خانوا العهد ، ففي نوفمبر من العام نفسه، أعلنت إيطاليا أن إقليم طرابلس و برقة ملك لها، وتم إرسال قوات تعزيزية استعمارية من روما إلى ليبيا".