الغارديان: احباط عملية ترحيل السنوسي للولايات المتحدة في الدقائق الأخيرة

الغارديان: احباط عملية ترحيل السنوسي للولايات المتحدة في الدقائق الأخيرة

ديسمبر 24, 2022 - 14:54
القسم:

الغاردين: عملية الاحباط جاءت خشية إثارة الغضب العام من عملية تسليم ليبي آخر بعد تسليم مسوؤل أمني في وقت سابق.

عبدالله السنوسي

كشفت صحيفة "الغارديان" في تقرير لمراسلها "جيسون بيرك" أن السلطات الليبية أحبطت محاولة لترحيل مدير مخابرات القذافي "عبدالله السنوسي" إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم تتعلق بتفجير طائرة “بانام” الأمريكية فوق (لوكربي) في إسكتلندا عام 1988.

وجاء في التقرير، أن عملية الترحيل أُحبطت بشكل مفاجئ في الدقائق الأخيرة الأسبوع الماضي خشية إثارة الغضب العام من عملية تسليم ليبي آخر بعد تسليم مسوؤل أمني في وقت سابق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في ليبيا، قولهم "إن السنوسي الذي تتهمه الولايات المتحدة بسلسلة من الهجمات ضد أهداف غربية وهجمات أخرى، تريد الولايات المتحدة منه الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بتفجير (لوكربي) الذي قتل فيه 270 شخصًا".

وقال مصدر ليبي على معرفة بالموضوع “كانت الفكرة إرسال مسعود أولاً وبعد ذلك تسليم السنوسي، وكانت هناك مناقشات لعدة شهور بشأن ذلك، لكن المسؤولين شعروا بالخوف”.

وقال مصدر ثانٍ، "إن تسليم السنوسي المعروف بالسفاح والمحتحز في سجن بطرابلس العاصمة، ويُعتقد أنه في وضع صحي سيئ كان سيتم نهاية الاسبوع الماضي".

وقال مصدر "إن الجهود لترحيل المريمي والسنوسي بدأت في عهد "دونالد ترامب"، وتم إحياؤها أثناء الإدارة الحالية عبر مفاوضات بين الحكومة الأمريكية والمسؤولين الليبيين، وتم التوصل في أغسطس لتسليم السنوسي والمريمي مع حكومة الدبيبة، وانتهت صلاحيات حكومة الدبيبة في ديسمبر، ومن مصلحة الدبيبة الحصول على مباركة أمريكية"، كما يقول المحللون.

ونظرًا لكون "السنوسي" وراء القضبان، فقضية ترحيله ستكون أسهل من "المريمي" الذي اختطفته ميليشيا تابعة لزعيم متهم بانتهاكات حقوق إنسان وبدون أية صلاحية، فالترحيل سيكون مجرد إجراء إداري، حسب مصدر مطلع على القضية، وقال“هذه قضية مختلفة جدًّا”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في ليبيا قولهم؛ "إن الولايات المتحدة تريد من السنوسي الإجابة على عدة أسئلة تتعلق بتفجير (لوكربي) الذي قتل فيه 270 شخصًا"، وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تتهم "السنوسي" بسلسلة من الهجمات ضد أهداف غربية وهجمات أخرى.

ورأت الصحيفة أن جلب "السنوسي" أمام محكمة أمريكية يعتبر إنجازًا مهمًّا لإدارة "جو بايدن"، وإن كان مثيرًا للجدل، ويعبر عن تصميم من الإدارة لملاحقة حالات تعود إلى عقود وتتعلق بقتل مواطنين أمريكيين. 

وأضافت الصحيفة أن "السنوسي" شخصية مكروهة في ليبيا ولا يمكن تصويره كبيدق كان يتّبع الأوامر مثلما فعل أنصار المريمي.

 وعندما كان وزير الأمن الداخلي في عهد القذافي بداية الثمانينات، قتل الكثير من المعارضين الليبيين في الداخل والخارج، ويحمّله الكثيرون مسؤولية مجزرة سجن أبو سليم التي قُتل فيها 1.200 سجين، وحكمت عليه محكمة فرنسية غيابيًّا عام 1999 بتهمة سقوط طائرة فرنسية فوق النيجر والتي قُتل فيها 170 راكبًا.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرًا باعتقاله عام 2011 لدوره في العنف ضد المتظاهرين بمدينة بنغازي شرقي ليبيا، وأصرت الحكومات الليبية المتعاقبة على محاكمته على التراب الليبي، وعندما صدر حكم بإعدامه عام 2015، قررت الجنائية الدولية الإجراءات لملاحقته، وهددت عائلته وقبيلته الموالية بتنفيذ احتجاجات لو سُلم للمحكمة.