باحث سياسي: واشنطن أرسلت لحفتر رسالة واضحة تفيد بعدم اعترافها به

باحث سياسي: واشنطن أرسلت لحفتر رسالة واضحة تفيد بعدم اعترافها به

فبراير 06, 2023 - 12:50
القسم:

الحداد: فقدان حفتر شريكاً مهماً كروسيا سيؤثر على موقعه وقوة أوراقه

صورة من الأرشيف

تساءل الباحث في الشأن السياسي "خليفة الحداد" عن سبب خضوع مجرم الحرب "خليفة حفتر" للتوجه الأميركي الضاغط في قضية قوات شركة "فاغنر" في ليبيا.

وقال الحداد متحدثاً لـ"العربي الجديد" إن "فقدان حفتر شريكاً مهماً كروسيا سيؤثر على موقعه وقوة أوراقه، خصوصاً ورقة السلاح والسيطرة العسكرية التي يفرضها على أجزاء واسعة في البلاد بمساندة روسية".

ودلل الحداد على ذلك القلق المحيط بحفتر بـ"الصمت المطبق الذي يسيطر عليه، خصوصاً أن واشنطن أرسلت رسالة واضحة بأنها لا تعترف به، عندما سمحت لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة بنشر خبر لقائه بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز لكنها لم تسمح لحفتر بذلك".

ويؤكد الخبير العسكري الليبي "عادل عبد الكافي" أن الزيارات واللقاءات الأميركية في ليبيا تهدف إلى "إنهاء العلاقة القائمة بين معسكر الرجمة الممثل في حفتر وعقيلة صالح من جهة، والمجموعة الروسية من جهة أخرى"، في مسعى أميركي واضح لـ"تقليم أذرع روسيا في أفريقيا".

وفي حديثه أيضاً لـلصحيفة يرى عبد الكافي أن المساعي الأميركية تتجه لتكوين "قوة عسكرية مشتركة بين الفرقاء الليبيين لحماية المنشآت النفطية الليبية"، والتي تشكل شرياناً رئيسياً لحلفاء أميركا في أوروبا، على حد قوله.

ويستطرد قائلاً "لقد تمت مواجهة حفتر بما لدى الأميركيين من معلومات واضحة عن القوات الروسية والدعم اللوجستي الذي يقدمه حفتر لهم، ومن ضمنه استخدام المهابط والمطارات للوصول إلى وسط وجنوبي البلاد".

لكن عبد الكافي يرى أن لجنة 5 + 5 "لا يعول عليها في ملف المرتزقة"، فهي وفق تصوره "لم تنجح في أي من البنود الموكلة لها، ومنها تسليم خرائط الألغام المزروعة جنوب طرابلس وفي سرت وفي الطريق الرابط بين سرت والجفرة".

وللتأكيد على تصوره، استحضر عبد الكافي البيان الإعلامي لأعضاء اللجنة الممثلين لحفتر، في إبريل الماضي، والذي هددوا فيه بإيقاف إنتاج وتصدير النفط والغاز، ومنع الرحلات بين الشرق والغرب، معلقاً بالقول: "هذا يشير بوضوح أن هذه المراوغات التي تمارس من معسكر حفتر سيكون لها تداعيات سلبية على عمل اللجنة، وعلى استقرار الأوضاع في ليبيا". 

ويضيف "أعضاء اللجنة العسكرية عن معسكر الرجمة لم يقدموا أي تعاون أو معلومات وافية بشأن مجموعات فاغنر التي بات وجودها جنوب المتوسط وفي ليبيا تحديداً يمثل تهديداً لقواعد الناتو ولمصالح أميركا وحلفائها الأوروبيين في إمدادات النفط الغاز". 

ويبدو أن التوجه الأميركي لمحاصرة النفوذ الروسي في ليبيا كان متزامناً مع خطوات أخرى، ففي منتصف يناير الماضي، أعلنت واشنطن عن تصنيف المجموعة "منظمة إجرامية دولية عابرة للحدود"، وقررت تجميد أية أصول لها في الولايات المتحدة، ومنع الأميركيين من تقديم أي أموال أو بضائع أو خدمات لها.