مفتي ليبيا يُوجّه رسائل خاصة لقوى فبراير

مفتي ليبيا يُوجّه رسائل خاصة لقوى فبراير

مارس 21, 2023 - 23:58
القسم:

المفتي جدّد دعوته إلى "إخلاء المسجونين المظلومين دون محاكمة عادلة"، وطالب بإطلاق سراحهم، مُحذّرًا في الوقت نفسه من عواقب الظلم في الدنيا والآخرة

قال مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني، "إن بعض من يتكلمون عن المصالحات لا يضعون الأمور موضعها، وبعض الناس يُحافظون على مشاعر الظالم في خطابهم أكثر مما يُحافظون على مشاعر المظلوم".

جاء ذلك خلال حفل الإعلان عن دخول شهر رمضان المُبارك الذي جرى في مقر دار الإفتاء في طرابلس، مساء الثلاثاء.

وأضاف فضيلته "أن بعض من يتكلمون عن المصالحات ربما لا يقولون القول الحسن الذي حسّنه الشرع لا ما يُحبه الناس من الكلام"، مُشيرًا إلى أن "الإحسان المأمور به هو ما كان حسنًا في نظر الشرع وإن كان يُغضب صاحبه، وليس المراد به القول الذي يُحبه صاحبه ولو كان مُخالفًا للشرع".

وتابع قائلًا "مجاملة الناس على باطلهم بما يحبونه تملقًا لهم مداهنة ونفاق مُحرّم يُغضب الله" مُستشهدًا بقوله تعالى {وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ* وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ}.

ودعا المفتي قادة ثورة فبراير إلى الصبر والثبات ولأن "يرى كل واحد منهم بأنه عمر المختار أو السويحلي أو الباروني" لافتًا إلى أن الثورة الليبية مُستهدفة كما استُهدفت غيرها من ثورات الربيع العربي.

وأوضح أن "العالم الخارجي وما يُسمى بالمجتمع الدولي في غربه وشرقه على السواء، على رأس أولوياتهم الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، على الرغم مما يفعله هذا الكيان من الجرائم والمجازر الوحشية".

وبيّن الشيخ الغرياني أنّه "لو تم الأمر للثورات العربية في سوريا مثلًا وفي مصر وفي ليبيا، لما كان للصهاينة ومن معهم أن يفعلوا هذا الفعل بفلسطين، ولكنهم أتوا على الثورات الواحدة تلو الأخرى، ولم تبق إلا الثورة الليبية تصارع وهم يحاولون إلحاقها بغيرها بعد أن جربوا ضدّها كل الأسلحة من انقلابات وحروب وغيرها".

كما خاطب مفتي ليبيا قوى فبراير قائلًا "أنبهكم إلى أمر غاية في الخطورة، الدسائس وإشعال الفتن بينكم ونشر الفرقة والمكائد وكل ما يُوغل الصدور بينكم، فانتبهوا إلى ذلك، لأني أرى بوادر هذا تلوح من خلال ما يحصل بين بعض الكتائب من خطف وقتل وعدم تسليم المجرمين للقضاء، وتبادل الاتهامات وتأجيج الكلام بينكم فاحذروا فإن الحرب أولها كلام".

ودعاهم إلى "إقامة ملتقى موسّعًا يجمعهم، وكتابة ميثاق شرف يقسمون عليه فيما بينهم على ثوابت ومبادئ حاكمة" ذكر منها فضيلته "أن يتحاكم كل منهم عند الخلاف إلى القانون، ورفض الحكم العسكري رفضًا باتًّا، والدفع بقوة إلى إجراء انتخابات للوصول إلى التداول السلمي على السلطة".

وأكد أن هناك أمر في غاية الأهمية، وهو "الالتزام بإقرار الذمة المالية والابتعاد عن أكل الحرام وعن الدخول في الصفقات السياسية والتعاقدات المشبوهة مع السلطات التنفيذية" ودعا قوى الثوار إلى أن يرجعوا إلى ما كانوا عليه سنة 2011، من إقامة لصلاة الجماعة داخل المعسكرات، وأن تكون عندهم صرامة في منع الخمور والمخدرات بينهم".

وجدّد المفتي دعوته إلى "إخلاء المسجونين المظلومين دون محاكمة عادلة"، وطالب بإطلاق سراحهم، مُحذّرًا في الوقت نفسه من عواقب الظلم في الدنيا والآخرة، وقال "كلامي هذا وإن كان فيه شيء من القسوة، لكنّه من الكلام الحسن الذي بدأت به الكلام، ونصحي لكم وإن كان مؤلمًا فإنه يدخل تحت عموم قوله تعالى {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}".

وكانت دار الإفتاء الليبية قد أعلنت أن غدًا الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان من عام 1444 للهجرة، وبعد غدٍ الخميس هو أول أيام شهر رمضان المُبارك.