المبعوث الأمريكي السابق لليبيا: جوهر الجهود الأمريكية الأخيرة هو إجراء الانتخابات

المبعوث الأمريكي السابق لليبيا: جوهر الجهود الأمريكية الأخيرة هو إجراء الانتخابات

أبريل 01, 2023 - 15:59
القسم:

وينراشار إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة تعزيز الاستقرار في هذا البلد، إذ أن "ليبيا المستقرة والآمنة والمزدهرة والمنتجة لفرص العمل لن تفيد الليبيين فحسب، بل من المحتمل أن تفيد جيرانها في 4 مناطق حيوية

أمريكا, ليبيا

قال المبعوث السابق إلى ليبيا في عهد الرئيس "باراك أوباما" ونائب مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون إنفاذ القانون الدولي "جوناثان وينر" إن "جوهر الجهود الأميركية لتحقيق الاستقرار في ليبيا يبدأ بالديمقراطية والانتخابات، ويشمل توحيد المؤسسات واستخدام الموارد الطبيعية والثروات الليبية لصالح الشعب الليبي بطريقة شاملة".

وأشار "وينر" في تصريحات لِ "الجزيرة" إلى أن هذا ينعكس في المبادئ الأربعة التي حددت الولايات المتحدة فيها إستراتيجيتها لمنع نشوب الصراعات وتعزيز الديمقراطية على النحو التالي:

أولًا/تمكين الشعب الليبي من اختيار قادته، وهذا يتطلب إجراء انتخابات، وآخر عملية شهدتها البلاد كانت في عام 2014، وهذا وقت طويل جدًّا دون أن يتخذ الناس خيارات بشأن من سيحكمهم.

ثانيًا/ لا يتطلب التكامل بين الشرق والغرب فحسب، بل أيضًا التكامل بين الشرق والغرب والجنوب، ولا يمكن لليبيا أن تحمي نفسها من نقاط ضعفها الأمنية والاقتصادية دون حلول تشمل جنوبها.

ثالثا/ تحتاج ليبيا إلى حكر استخدام القوة على حكومتها في ظل سيادة القانون، إذ "لا نعرف أي مجتمعات يمكنها توفير السلامة والأمن على المدى الطويل بناء على نظام من أمراء الحرب المحليين، فالجيش الموحد والنظام الوطني لمراقبة الخاضعة للحكم المدني كلها عناصر طبيعية في أي حكومة وبلد عاديين، وإلى أن تحقق ليبيا ذلك فمن غير المرجح أن تكون قادرة على تلبية احتياجات شعبها من السلامة والأمن".

رابعًا/ إدارة إيراداتها نيابة عن شعبها بطريقة تتسم بالكفاءة المعقولة، وبمقاومة الفساد الذي ينخر شرعية أي حكومة تحتضنه، ويقوض ثقة الجمهور في أي بلد يصبح فيه عاملًا جوهريًّا في الحياة اليومية للمستهلكين والشركات على حد سواء.

وأشار "وينر" إلى أن من مصلحة الولايات المتحدة تعزيز الاستقرار في هذا البلد، إذ أن "ليبيا المستقرة والآمنة والمزدهرة والمنتجة لفرص العمل لن تفيد الليبيين فحسب، بل من المحتمل أن تفيد جيرانها في 4 مناطق حيوية متقاطعة( المغرب العربي، والساحل، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها).

من جانبه أشار السفير "ديفيد ماك" مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون الشرق الأوسط -والذي سبق له العمل في سفارة بلاده بطرابلس- إلى أن واشنطن تسعى إلى "حث القادة الليبيين على التعاون مع جهود الأمم المتحدة لتحقيق عملية سياسية موحدة تؤدي إلى انتخابات بحلول نهاية العام، وتحقيق قدر أكبر من الاستقرار والأمن لليبيين وشركائهم الاقتصاديين الغربيين".

وأشار السفير "ماك" إلى أنه "من شأن الاستقرار في ليبيا أن يجعل من الممكن إحداث زيادة كبيرة في صادرات النفط والغاز الليبية، وهذا بدوره سيعزز شركاءنا في الاتحاد الأوروبي ويوفر المزيد من الاستقرار الإقليمي في مواجهة الجهود المزعزعة للاستقرار التي تبذلها روسيا".

وعن طبيعة المصالح الأميركية التي تدفع واشنطن للتدخل في الشأن الليبي، قال "فولفغانغ بوستاي" المحلل الأمني والدبلوماسي السابق ورئيس المجلس الوطني للعلاقات الأميركية الليبية "إن سي يو إس إل آر" (NCUSLR) "للجزيرة نت" إن "مكافحة الإرهاب في ليبيا مهمة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث يريد الأميركيون إنهاء زعزعة الاستقرار المستمرة في المنطقة بأكملها بسبب الوضع الفوضوي في البلاد وعلاوة على ذلك -خاصة في ضوء الصراع بأوكرانيا- تريد واشنطن إخراج مرتزقة فاغنر الروس من ليبيا".