غازيني تستبعد إمكانية خروج المرتزقة الأفارقة من ليبيا

غازيني تستبعد إمكانية خروج المرتزقة الأفارقة من ليبيا

أبريل 03, 2023 - 15:52
القسم:

كبيرة المحللين: عودة المقاتلين من تشاد والسودان الموجودين حاليًّا في ليبيا تتطلب تعاونًا من حكومتي البلدين

صورة من الأرشيف

استبعدت كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية "كلوديا غازيني" انسحاب المقاتلين والمرتزقة التشاديين والسودانيين من ليبيا.

وقالت "غازيني" في حوار مع وكالة "نوفا" الايطالية، إن "انسحاب المقاتلين والمرتزقة التشاديين والسودانيين من ليبيا يتطلب ثلاثة أشياء، إرادة حقيقية/ نظير في البلدان المعنية على استعداد للتعاون/ الظروف السياسية والعسكرية للعودة إلى الوطن".

وتابعت "كما يمكن أن نتخيل لا تأمل كل الدول، وخاصة تشاد وجزئيًّا السودان أيضًا في عودة هؤلاء المقاتلين، وبعضهم أعضاء في المعارضة المسلحة"، مضيفة "لست متفائلة بشأن تشاد في ليبيا، فجماعة المعارضة الرئيسية هي الحقيقة (جبهة التناوب وتحرير تشاد) التي شنت الهجوم على شمال تشاد ثم أدت إلى مقتل الرئيس "إدريس ديبي" والتي لا يبدو أن هناك مساحة لها في الإطار السياسي والعسكري الحالي".

وأشارت كبيرة المحللين إلى أن عودة المقاتلين من تشاد والسودان الموجودين حاليًّا في ليبيا تتطلب تعاونًا من حكومتي البلدين.

كما كشفت "غازيني" عن "مباحثات سرية تجرى، من خلال أطراف ثلاثة، لمعرفة مدى ملاءمة الحقيقة لما يسمى بالعملية السياسية في أنجامينا، ومع ذلك فإن التوقعات منخفضة".

وأضافت " الوضع في السودان مختلف فمقارنة بالسنوات 2018 إلى 2020، عاد العديد من المقاتلين السودانيين بالفعل؛ لأن هناك عملية سياسية سمحت بذلك، وانضمت مجموعات عديدة إلى الحوار واتفاقية (جوبا) التي شكلت فيما بعد بداية هذه المرحلة الجديدة" ، مشيرة إلى خشية حكومة الخرطوم اليوم من أن تؤدي عودة المقاتلين الأجانب إلى "زعزعة التوازن الهش الذي تخضع له البلاد في أيدي المجلس العسكري".

وتابعت "لهذا السبب يتوخى الدبلوماسيون السودانيون الحذر الشديد، فهم يكررون أنهم لا يريدون زعزعة استقرار السودان وليس معروفًا إلى أي مدى هم على استعداد للتعاون وأنه عندما نتحدث عن الميليشيات السودانية، يجب أن نتذكر أن هناك أيضًا مجموعات من دارفور، وبالتالي عربية وغير عربية على حد سواء ".

وأشارت "غازيني" إلى أنه من المستحيل معرفة العدد الدقيق للمرتزقة السودانيين والتشاديين في ليبيا، أما بالنسبة للتشاديين، فقد أوضحت أن "التقديرات تتراوح بين 1000 و 1500 (مرتزقة) بين فاكت وجماعتين معارضة أخرتين حيث تتمركز هذه القوات بشكل أساسي في جنوب مرزق، على طول الحدود مع تشاد، وهي قوات كانت في عام 2015 مع خليفة حفتر إلا أنها لا تبدو فعالة حتى الآن".

كما أكدت تمركز المقاتلين السودانيين في الغالب في شرق وجنوب شرق ليبيا، مشيرة إلى أن "قوات حفتر تستخدمهم بشكل نشط كحراس في الغالب والمكان الذي يقيمون فيه بالضبط هو أقل وضوحًا، ويبدو أنها تقع في مختلف المنشآت التي يسيطر عليها حفتر، سواء كانت مطارات أو محطات نفطية أو آبارًا ".

كما أكدت "غازيني" أنه "لا يوجد دليل على وجود صلة نشطة بين ميليشيات مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية والمقاتلين السودانيين والتشاديين المتورطين كمرتزقة في ليبيا"، موضحًة أن بعض الشائعات المتداولة حول هذه الاتصالات "لم تجد تأكيدًا في الواقع".

واختتمت تصريحاتها بقولها إنه "لا أعلم أن هناك صلة نشطة بين فاغنر في ليبيا وهؤلاء المقاتلين السودانيين والتشاديين، وإنه كانت هناك شائعات كثيرة حول هذا الموضوع بالنظر إلى الخريطة، و من السهل منطقيًّا أن نستنتج أن فاغنر يقوم بتدريب هؤلاء المرتزقة في ليبيا على معارضة أنظمة التشغيل الحالية في البلدان المعنية، ومع ذلك، لا يوجد أساس واقعي لذلك".

وجاءت تصريحات "غازيني" في تعليق على الجولة التي بدأها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا "عبد الله باتيلي" في السودان وتشاد والنيجر بهدف الاتفاق على انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا وضمان أمن حدود الساحل.