باحث مختص: انسحاب الجنجويد للمشاركة في معارك السودان سيسبب الإحراج لحفتر

باحث مختص: انسحاب الجنجويد للمشاركة في معارك السودان سيسبب الإحراج لحفتر

أبريل 19, 2023 - 13:32
القسم:

ساي:حفتر سيتعرض للإحراج كونه "لا يزال يبرر للمجتمع الدولي استمرار وجود مرتزقة فاغنر (الروس) في الجنوب الليبي، بأنهم ليسوا الوحيدين، فهناك مرتزقة حركات أفريقية أخرى

صورة من الأرشيف

قال الباحث الليبي المتخصص في الشؤون الأفريقية "موسى تيهو ساي" إن انسحاب قوات "الجنجويد"من الجنوب الليبي للمشاركة في القتال الدائر في السودان سيشكل إحراجًا لمجرم الحرب "خليفة حفتر".

واعتبر تيهو ساي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن حفتر سيتعرض للإحراج كونه "لا يزال يبرر للمجتمع الدولي استمرار وجود مرتزقة فاغنر (الروس) في الجنوب الليبي، بأنهم ليسوا الوحيدين، فهناك مرتزقة حركات أفريقية أخرى، في إطار إنكار لارتباطه بهم". 

ولفت تيهو ساي إلى أن صراع الجنرالات الحاصل في السودان "ستكون له في كل الأحوال ارتدادات سلبية جدًّا على ليبيا، على المستويين السياسي والأمني، باعتبار الارتباط الحدودي، ووجود العناصر السودانية المسلحة المرتبطة بحميدتي بشكل مباشر، خصوصًا أنها موجودة منذ سنوات في الجنوب الليبي وتتحرك بحرية بين البلدين".

وعلى المستوى الأمني، اعتبر تيهو ساي أن نجاح حميدتي أو فشله "سيمثل مشكلة بالنسبة لليبيا ففي حال هزيمته سيكون الجنوب الليبي ملاذ مقاتليه وسيزداد حجم الجنجويد، وفي حال نجاحه ستقوى شوكة قواته الموجودة في الجنوب الليبي، وسيشكلون عرقلة حقيقية أمام جهود إخراج المقاتلين الأجانب من ليبيا". 

وحتى استمرار حالة الصراع في السودان ستشكل مشكلة لليبيا أيضًا، بحسب تيهو ساي، حيث "سيمثل الجنوب الليبي قاعدة خلفية لقوات الدعم السريع، خصوصًا في مسألة الدعم اللوجستي كتوفير الأسلحة، أو التزود بالأغذية، والأهم بالنسبة لهم التزود بالوقود، الذي أصبح الجنجويد أصحاب معرفة بطرق تهريبه، ويشجعهم على ذلك أكثر أن ليبيا تعد من أرخص الدول في أسعار الوقود".

وأشار الباحث إلى أن أقل الأضرار في هذه الحالة هي تضاعف عمليات تهريب الوقود الليبي باتجاه السودان، ما يزيد معاناة سكان الجنوب الليبي، بل ربما ستتأثر أسعار الأغذية والمؤن أيضًا ؛ بسبب تضاعف تهريبها نحو ساحات الحرب.

ويتابع تيهو ساي قراءته لتداعيات الأحداث السودانية على ليبيا، قائلًا "إن الصراع في السودان ليس صراعًا عابرًا، بل له خلفيات قديمة وتراكمات طويلة، فلن ينتهي بشكل سريع، وذلك بسبب ارتباطه بالخارج".

ويوضح تيهو ساي أن "ارتباطات الصراع في السودان بالخارج تكاد تكون ذاتها ارتباطات الصراع السابق في ليبيا بالخارج، بمعنى أن أطرافًا خارجية تدعم الصراع الحالي في السودان كانت تدعم الصراع الليبي في السابق".

 ويلفت المحلل إلى أن روسيا أهم تلك الأطراف التي لا ترى أن استقرار السودان يخدم مصالحها، كما هي رؤيتها في ليبيا. 

ويضيف "لن تسمح موسكو بهزيمة حميدتي الذي يشكل حاضنة لفاغنر في أفريقيا الوسطى والسودان، فهزيمته عمليًّا تعني هزيمة روسيا، وعلى الأقل لن تسمح بهزيمته بشكل كامل بنقل الوضع إلى حالة التفاوض السياسي، حيث يكون حميدتي لاعبًا أساسيًّا فيها".

ويعتبر الباحث أن حميدتي يشكل حجر زاوية في النفوذ الروسي في كامل المنطقة وصولاً إلى ليبيا، وبالتالي سيخفف استمرار الصراع الضغط الدولي على موسكو بشأن إخراج فاغنر من المنطقة، بسبب أن الانشغال الدولي والإقليمي سيكون مركزًا على ما يحدث في السودان، خصوصاً إذا توسعت دائرة القتال، وكل ذلك سيفتح لموسكو مساحة لإعادة ترتيب أوراقها، بدءًا من ليبيا التي ستخف عنها الأضواء وصولًا إلى منطقة الساحل الأفريقي.

وسوم: