لقاء الرباط

لقاء الرباط

أبريل 26, 2018 - 16:08

بقلم : د. عادل عبد الحفيظ كندير.
أستاذ القانون الدولي المساعد, كلية القانون جامعة طرابلس.

بنيت الخطة الأممية على مراحل ثلاث: أـ تعديل الاتفاق. ب- المؤتمر الوطني الجامع. ج- الانتخابات, ومن التساؤلات التي تطرح نفسها حول هذا الموضوع: ما سبب حرص الأمم المتحدة على تعديل الاتفاق؟ ولماذا تم تأجيل موعد انعقاد المؤتمر الوطني الجامع إلى ما بعد رمضان (يوليو المقبل تقريبا)؟ وما الهدف من لقاء الرباط؟

تتطلب إجابة هذه التساؤلات العودة إلى الوراء, وتحديدا إلى الفترة من 2014.8.4 إلى 2015.12.27؛ فترة انقسام المؤسسات التشريعية والتنفيذية والعسكرية والاقتصادية. عليه, وبحسبان أن العمل جارٍ على إعادة التوحيد. فقد ثبت للمجتمع الدولي أن النص الموقع عليه في مراسم احتفالية الصخيرات 2015 لم يحقق النجاح المطلوب إلا في الركن التشريعي, وأن الأمر يتطلب العمل مرة أخرى لا يجاد حل للمشكل التنفيذي والاقتصادي والعسكري قبل بلوغ الانتخابات ؛ وبمعنى آخر, وتفاديا لأخطاء العمل الماضي وضمان نجاح عمل المستقبل؛ وجب توحيد المؤسسات السيادية قبل إقفال باب المرحلة الانتقالية.

عليه, وبعد ظهور بوادر زوال عقبة توحيد المؤسسة العسكرية , وتمهيد الإعلان عن تطورات ايجابية في هذا الخصوص مايو المقبل ؛ لم يبق لتمام انجاز الخطة الأممية إلا تجاوز عقبة الانقسام التنفيذي والاقتصادي. فبرغم نحاج الصخيراتيون في إبعاد حكومة الانقاذ الوطني, ظلت حكومة البيضاء حكومة موازية لوفاق الصخيرات, ومن هنا ارتكز عمل الأمم المتحدة على ضرورة توحيد المؤسسة التنفيذية, خاصة وأن بلوغ هذه الغاية يسهل توحيد المؤسسات الاقتصادية بالتبعية, وفي جميع الأحوال يتطلب الأمر تعديلا للاتفاق.

والخلاصة هي : أن ما رشح من لقاء الرباط الأخير, يفيد بأن زيارة غسان للقبة أتمرت وآتت أكلها , وأن المعرقلين استوعبوا قوله : " أنا لم أقل بأنه ستكون هناك جولة أخيرة للتعديل بل ستكون هناك محاولة أخيرة ". والمعنى: أن إفشالكم للمرحلة (أ), لن يشكل عائقا أمام استكمالي الخطة الأممية, وما نعجز عن تمريره بالتعديل سنمرره عبر المؤتمر الجامع, وإلا فإن انقساما وربما جزاءا دوليا سيلحق بكم. وبناء على ذلك أدرك منتسبو مؤسسات الأمر الواقع إصرار المجتمع الدولي على إنهاء الوضع القائم, وأنه من الأفضل لهم أن يكونوا داخل الخطة الأممية لا خارجها, وهو ما يفيد بأن الدافع نحو هذا الإدراك لم يكن الخروج الآمن للوطن من الأزمة الحالية, قدر الرغبة في البحث عن خروج مشرف يحفظ ماء الوجه ويسجل في صفحات التاريخ عند ذكره المرحلة الحالية. وبايجاز : العمل خارج الخطة الأممية تغريد خارج السرب, وأن من يملك القدرة على تقسيم مؤسسات الدولة يملك إعادة توحيدها متى شاء وفي الوقت الذي يشاء, فهل فهم ذلك فعلا بعض من حضر اللقاء؟ لا شك أن إجابة التساؤل الأخير ستترجمها مخرجات لقاء الرباط في الأجل القريب.

(المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بل عن رأي كتابها)