إيكونوميست تربط بين كارثة دانيال وإهمال الساسة

إيكونوميست تربط بين كارثة دانيال وإهمال الساسة

سبتمبر 16, 2023 - 21:23
القسم:

المجلة أشارت إلى أن الكثير من الليبيين يشكون أن حفتر لم يكن حزينًا لرؤية المكان وقد غمرته المياه 

نشرت مجلة إيكونوميست تقريرًا حول عاصفة دانيال التي ضربت ليبيا وزلزال المغرب، حيث ربط التقرير الحدثين بالإهمال القاتل من ساسة البلدين.

وقالت المجلة "الأرض اهتزّت أولًا، ثم انفتحت السماء، وقبل منتصف ليلة 8 سبتمبر ضربت هزة أرضية المغرب بدرجة 6.8 على مقياس ريختر وهي الأقوى التي تضرب البلد منذ أكثر من قرن".

وأضافت "بعد يومين ضرب إعصار دانيال شرقي ليبيا، وأسقط أمطارًا بمستوى متر في يوم واحد، وأكثر بمرتين أو ثلاث مرات مما تشهده المنطقة في الموسم الجيد في أثناء عام".

وتابعت "في ميناء درنة الواقع على وادٍ انهار سدّان، حيث محت المياه المتدفقة منهما أحياء سكنية كاملة، وزاد عدد القتلى عن 5.300 وهناك آلاف من المفقودين، وغرق أكثر من 10% من سكان المدينة في المياه".

وأشارت المجلة في تقريرها إلى أنه "لا يوجد ما هو مشترك بين المغرب وليبيا، فالأول هو بلد تحكمه ملكية مستقرة بالعائلة نفسها منذ القرن السابع عشر، ولكن ليبيا لا يوجد فيها حكومة واحدة بل حكومتان، واحدة في الغرب تحظى باعتراف المجتمع الدولي وأخرى في الشرق يقودها أمير حرب، ولكن أيًا منهما ليس لديه القدرة لإدارة شؤون الدولة".

وأوضح التقرير "المغرب يعتبر مقصدًا سياحيًّا معروفًا للأوروبيين، أما ليبيا فهي بلد مزقته الحرب، مع أنه يعتبر من كبار منتجي النفط في القارة الإفريقية، إلا أن ما يشترك به البلدان هو الرد المتكاسل على الكارثتين اللتين كانتا قاسيتين وبطريقة لم يتصورها أحد".

واستطرد "ولو كان الرد المغربي بطيئا، إلا أن الرد الليبي كان فوضويا، فقد كان لدى السلطات الليبية تحذيرات واسعة من إعصار دانيال، الذي أغرق اليونان بالمياه قبل أسبوع من ضربه ليبيا، ومع اقترابه من درنة طلب عمدتها من خليفة حفتر الذي يتحكم بالمنطقة إجلاء سكان المدينة إلا أن الطلب تم تجاهله".

 ولم يُطلب من الناس مغادرة المدينة مع ارتفاع منسوب المياه حول السدين، ولا يمكن فهم الدمار الذي خلفه دانيال إلا من أعلى، وقبل وبعد، حيث تظهر الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية البنايات في الوادي قد محيت، وفق التقرير.

وبيّنت المجلة أن "الأجانب عرضوا الدعم لليبيا، إلا أن وصول فرق الإنقاذ سيواجه بعقبات رسمية، فالتأشيرات التي يمنحها الغرب الليبي قد لا تكون صالحة للاستخدام في الشرق".

و "بعد سنوات من النزاع الأهلي لا أحد لديه فكرة حول عدد المحتاجين إلى العون، فتقديرات الوزراء والمسؤولين عن عدد الضحايا والمفقودين هو مجرد تخمين"، وفق مجلة إيكونوميست.

وأكدت المجلة أن حجم الكارثة يعكسها التجاهل الذي عانته مدينة درنة، حيث سيطر تنظيم الدولة على أجزاء من المدينة عام 2014، مع أنه طُرد منها لاحقًا، ثم قام حفتر بمحاصرة المدينة لكي يقتلع الجماعات التي طردت تنظيم الدولة".

كما ذكرت أن "معظم ليبيا في حالة من الفوضى، وما هو واضح هو غياب الاستثمار في البنى التحتية بدرنة، وربما كان هذا هو سبب انهيار السدود التي بنتها شركة يوغسلافية في السبعينيات من القرن الماضي من دون سابق إنذار، ويشك الكثير من الليبيين أن حفتر لم يكن حزينًا لرؤية المكان وقد غمرته المياه"، بحسب ما ورد في التقرير.