درنة مدينة السيول على مر التاريخ

درنة مدينة السيول على مر التاريخ

سبتمبر 17, 2023 - 13:12
القسم:

لتفادي السيول والفيضانات المتكررة في درنة قررت المملكة الليبية عام 1961 بناء سد ركامي متوسط بارتفاع 40 م يحجز مياه الفيضانات، وقد ساهم السدّ في حماية المدينة من فيضانات عامَي 1968 و1969

درنة عام 1956

شهدت مدينة درنة المحاصرة جغرافيًا بين تلال الجبل الأخضر والبحر الأبيض المتوسط ويشقّها وادي درنة إلى نصفَين في العصر الحديث عددًا من الفيضانات المأساوية في ذات الوادي لكن لم يرد تاريخيًا تسجيل المدينة لهذه الخسائر الجسيمة.

ففي عام 1941 خلال الحرب العالمية الثانية عندما كانت حينها تحت سيطرة القوات الألمانية تعرضت مدينة درنة لفيضان مدمر، وتذكر بعض المصادر التاريخية أن الفيضان جرف دبابات وناقلات جند ألمانية ومعدات عسكرية كانت بالقرب من مجرى الوادي، ولم تشر إلى أعداد القتلى والخسائر حينها.

وفي عام 1959بعد ثمانية أعوام من استقلال ليبيا ضرب واحد من أقوى الفيضانات درنة وتحديدًا في مطلع شهر أكتوبر من العام 1959، حيث تعرضت البلاد في تلك الأيام

لاضطرابات جوية هطلت على إثرها كميات كبيرة من الأمطار، تسببت بفيضان وادي درنة، الذي جرف معه كتل ضخمة من الصخور التي اصطدمت بأعمدة جسرٍ يمر فوق الوادي، لتتراكم وتتسبب بانسداد المجرى، وفاضت المياه من جانبي الوادي واجتاحت المدينة ودمرت العديد من المنازل.

وآنذاك سجلت بمحطة مدينة درنة للأرصاد هطولـ 300 ملم من الأمطار خلال 48 ساعة فقط ليخلف الفيضان مئات القتلى والجرحى، وفقًا لما نقله سابقًا مراسل وكالة الأناضول في ليبيا عن المؤرّخ فرج داود الدرناوي.

ولتفادي السيول والفيضانات المتكررة في درنة قررت المملكة الليبية عام 1961 بناء سد ركامي متوسط بارتفاع 40 م يحجز مياه الفيضانات، وقد ساهم السدّ في حماية المدينة من فيضانات عامَي 1968 و1969وفي عهد معمّر القذافي أُجريت صيانة للسدّ في عام 1986، وشُيّد سدّ صغير آخر على الوادي لتعزيز حماية المدينة من الفيضانات.

وشهدت المدينة المنكوبة خلال السنوات الماضية معارك ضد تنظيم الدولة وعانت من حصار قاس فرضته مليشيات حفتر لقتال مجلس شورى درنة، بالإضافة إلى تدخل الطيران العسكري المصري الذي قصف عدة مواقع بالمدينة الصغيرة فتوقفت صيانة سديها لأكثر من 10 سنوات متواصلة، مما تسبب بانهيارهما وفقد المدينة %8 من سكانها ومسح ربع أحيائها من الخريطة في معدّل غير مسبوق، لا مغاربيًا ولا عربيًا، ولا حتى عالميًا في القرن الواحد والعشرين.