فرانس24:حفتر وأولاده جلبوا الموت والدمار إلى ليبيا

فرانس24:حفتر وأولاده جلبوا الموت والدمار إلى ليبيا

سبتمبر 25, 2023 - 11:30
القسم:

صدام حفتر والذي لايملك أي تجربة تذكر في مجال المساعدات الإنسانية أو إدارة الأزمات تم تعيينه رئيسًا للجنة إدارة الكوارث بهدف إيجاد حلول لأزمة درنة

حفتر

كشف تقرير لوكالة "فرانس 24" عن الدور الذي يلعبه أبناء خليفة حفتر في شرق البلاد حيث ، نصب خليفة حفتر أبناءه الستة في مراكز سياسية وعسكرية استراتيجية.

 وبحسب التقرير الذي جاء تحت عنوان "ليبيا أبناء خليفة حفتر يجلبون الموت والفساد والدمار في شرق البلاد" ، فقد أعطت الفيضانات التي دمرت مدينة درنة مؤخرًا نجل حفتر الأصغر "صدام" فرصة البروز على الساحة الداخلية بقيادته لعمليات الإغاثة وإدارة الكوارث بالمدينة المنكوبة لكن بالنسبة لليبيين، تُنذر هذه العملية بمستقبل مثير للقلق والتساؤل.

وأشار التقرير إلى تغريدة على موقع "X" ظهر فيها صدام حفتر بلباس مموه وهو يفتح الخارطة الجغرافية لليبيا في قاعة تستخدم "كمركز لعمليات الإغاثة" في درنة، برفقة ثلاثة مسؤولين عسكريين روس وصلوا إلى المدينة المنكوبة غداة تعرضها للفيضانات. 

وفي نفس التغريدة، التي نشرها موقع إخباري محلي، ظهر النجل الأصغر للمشير خليفة حفتر وهو يتفقد التطورات الأخيرة المتعلقة بعمليات الإنقاذ.

وأشار التقرير إلى انعدام خبرة صدام في مجال إدارة المساعدات قائلًا "لا يملك صدام حفتر أي تجربة تذكر في مجال المساعدات الإنسانية أو إدارة الأزمات"، رغم ذلك، تم تعيينه رئيسًا للجنة إدارة الكوارث بهدف إيجاد حلول للأزمة الإنسانية المفزعة التي يعيشها الشرق الليبي و مع تدفق المساعدات الإنسانية إلى شرق البلاد في شكل ملايين الدولارات، وجدت الأسرة الدولية ومنظمات الإغاثة نفسها مضطرة لفتح برامج إنسانية وطبية تحت رعاية هذا الرجل. 

وأضاف "يرى الليبيون في هذا الوضع الجديد مصدرًا آخر لليأس بعد الخسائر التي لحقت بمدينة درنة والصدمة الكبرى التي سببتها الفيضانات لدى السكان".

 

"جرائم حرب"

ولد صدام حفتر في 1991، أي بعد عام فقط من فرار والده، الذي كان حينها قائدًا كبيرًا في جيش معمر القذافي، إلى الولايات المتحدة، وترعرع في مدينة بنغازي، فيما ظل والداه بالولايات المتحدة، كما أكد موقع "تقرير أفريقيا".

فحسب الموقع ذاته، "لا نعرف الكثير عن فترة شباب صدام حفتر، سوى أنه لا يملك حتى شهادة ثانوية". وأضاف "كان عمره 20 عامًا عندما بدأت الانتفاضة ضد نظام القذافي في 2011 والتي عاد بموجبها والده إلى البلاد".

كما بدأت ثروة صدام حفتر تكبر ابتداء من 2014 على ضوء الهجمات التي نفذها والده ضد مجموعات مسلحة معادية له، ما أدى إلى وقوع حرب مدنية ثانية في ليبيا مكنت في نهاية المطاف خليفة حفتر من بسط سيطرته على منطقة الشرق الليبي.

وفي 2016، تم تعيين صدام حفتر زعيمًا لكتيبة طارق بن زياد، وهي إحدى أقوى الجماعات المسلحة التي تنشط تحت لواء "الجيش الوطني الليبي". 

منذ ذلك الوقت، ارتكب مقاتلو الجماعة المسلحة العديد من الانتهاكات والخروقات في مجال القانون الإنساني الدولي، بعضها يمكن أن ترقى إلى "جرائم حرب" حسب منظمة العفو الدولية.

كما ظهر أيضًا اسم صدام حفتر في 2018 في تقرير دونه مختصون في الشؤون الليبية لصالح الأمم المتحدة حيث استولى على فرع للبنك المركزي الليبي في بنغازي في 2017 وقام بـ "تحويل مبالغ مالية هائلة وقطع من الفضة إلى وجهة غير معروفة".

ووفق التقرير الأممي، فقد تم تحويل "159.700.000 دولار و1.900.000 يورو، فضلًا عن 5869 عملة فضية"، مشيرًا أن "العديد من مسيري البنوك تعرضوا إلى ضغط رهيب من قبل مسؤولين في الجيش الوطني الليبي، الذين كانوا يريدون الاستفادة من قروض بنكية، ما دفع العديد منهم للهروب إلى الخارج".

 

تنافس بين الأولاد لكنهم يدينون بالولاء للوالد

وأصبح تجنب عائلة حفتر في الشرق الليبي إحدى الاستراتيجيات التي تعتمد عليها غالبية سكان هذه المنطقة منذ عشر سنوات على الأقل، ففي نوفمبر 2020، تعرضت الناشطة في مجال حقوق الإنسان "حنان البرعصي" إلى القتل في وضح النهار بمدينة بنغازي بعد نشرها رسالة على "فيس بوك" قالت فيها بأنها ستنشر أدلة تثبت تورط صدام حفتر في عمليات فساد، وفق العفو الدولية.

ويستمد صدام حفتر قوته من والده الذي يعتبر أحد اللاعبين الأساسيين في ليبيا بفضل علاقاته المتشعبة مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة ومصر، لكن هذا لم يمنع ظهور منافسة شرسة بين أولاده الستة، حسب بعض المصادر.

وكان صدام حفتر على رأس الكتيبة رقم 106 التابعة للجيش الوطني الليبي المكلفة بحراسة والده خليفة حفتر، لكن تمت تنحيته من هذا المنصب وتعيين أخيه خالد الذي يملك شهادة جامعية ويُعرف بأنه أكثر حكمة من أشقائه حيث ما يتم تداول الأخبار في ليبيا بشأن إمكانية أن يخلف صدام حفتر والده المسن (79 عامًا)، والذي يحكم الشرق الليبي منذ حوالي عشر سنوات.

 

إمكانية "تهريب" المساعدات الإنسانية

وفي 11 سبتمبر 2023، عقب العاصفة "دانيال" التي ضربت درنة، أعلن نجل آخر لخليفة حفتر وهو "الصديق حفتر" خلال تواجده بباريس بأنه مهتم بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة، كما عبر في مقابلة أجراها مع قناة تلفزيونية بلجيكية عن امتنانه لوالده، مشيرًا أن "الجيش الوطني الليبي أصدر تحذيرًا للمواطنين في درنة قبل وقوع العاصفة" داعيًا جميع السكان "إلى إخلاء المنطقة".

وفي أعقاب الكارثة التي ضربت مدينة درنة، حذر ليبيون من الداخل والخارج من إمكانية وقوع تهريب "للمساعدات الإنسانية" التي وصلت من الخارج، معبرين عن خوفهم من انتشار "الفساد" وفق "طارق مغرسي" السياسي البارز في مكتب العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي.

وقال مغرسي للوكالة الفرنسية "غداة وقوع العاصفة، شهدنا عجزًا في المساعدات وعدم كفاءة المسؤولين في التعامل مع الفيضانات، ما أدى في اليوم الثالث إلى إعلان درنة منطقة عسكرية تم نشر مدرعات عسكرية فيها ونقاط تفتيش عديدة".

كما فرض الجيش الوطني الليبي قيودًا صارمة على وسائل الإعلام حسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، فيما تم منع الصحافيين الليبيين الذين ينتقدون حفتر وعائلته من تغطية الفيضانات.

وتابعت المنظمة "في شرق ليبيا، المراسلون يعملون تحت مراقبة حفتر ولا يمكن لأي وسيلة إعلامية أن تنتقده". 

وأردفت "حتى وسائل الإعلام التي تمكنت من الدخول إلى مدينة درنة واجهت صعوبات كبيرة في العمل ميدانيًّا "فعلى سبيل المثال، تم رؤية فرق من قناة "سكاي نيوز" وهي تتنقل عبر سيارة رباعية الدفع وتحت حراسة مسلحين تابعين لصدام حفتر".

والثلاثاء الماضي، دعي جميع الصحافيين إلى مغادرة مدينة درنة وذلك غداة الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام مسجد الصحابة، فيما تم قطع الإنترنت والاتصالات الهاتفية ومنع منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة من الدخول إلى المدينة لتقديم المساعدات.

وحول من سيخلف حفتر الذي سيطفئ شمعته 80 في شهر نوفمبر من بين أبنائه؟ قال طارق مغرسي"قبائل شرق ليبيا وقادة المجتمعات المحلية في المنطقة أكدوا بأنهم لا يريدون حكمًا وراثيًّا ولن يقبلوا فكرة تولي نجل خليفة حفتر السلطة".

وأنهى السياسي البارز في مكتب العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبي قائلًا "يجب على منطقة شرق ليبيا أن تكون أكثر استقرارًا قبل رحيل خليفة حفتر والمؤسسات تحتاج أن تتطور وأن تستقر قبل ذلك الموعد". 

وفي نهاية التقرير أشارت الوكالة إلى أن السنوات الماضية كشفت عن مساعي عدة دول في دعم أحد أبناء خليفة حفتر للوصول إلى السلطة مشيرًا إلى أنه "مهما كان الابن الذي سيتولى المنصب، فسيكون إقطاعيًّا وسيحافظ على مصالحه فقط ويقوي الفساد، وسيجلب الدمار والموت إلى ليبيا".