شهد رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة اليوم الأحد، احتفالية الذكرى الثانية والسبعين لإعلان استقلال ليبيا، والتي أُقيمت ضمن فعاليات أيام طرابلس الإعلامية.

وخلال الحفل، كرّم الدبيبة أحفاد المناضلين والمؤسسين للدولية الليبية، كما كرّم السفيرة دانييل، حفيدة مندوب هايتي بالأمم المتحدة إيميل سان لو؛ بسبب دوره في إسقاط مشروع الوصاية على ليبيا المعروف باسم مشروع بيڤن سيفورزا.

وقال الدبيبة في كلمة له بالمناسبة، إن العبور نحو الانتخابات الناجحة يمر عبر الدستور، وأن ليبيا بحاجة لدستور دائم يؤسِّس لعملية سياسية عادلة وواضحة.

وأضاف أن "ليبيا اليوم أمام اختبار عظيم من أجل تعزيز الاستقلال الذي تحقّق منذ 72 عامًا" داعيًا الشعب الليبي إلى "إبقاء راية الاستقلال عالية غالية ومظلّة للمصالحة والوئام والسلام".

ومنذ بدء الغزو الإيطالي لليبيا في 7 أكتوبر 1911، بدأ الليبيّون مسيرة الكفاح ضد الاحتلال، وبرز منهم قادة لهذه المسيرة التي لم تتوقف واستمرّت لنحو 40 عامًا، وذلك من أمثال شيخ الشهداء عمر المختار وسليمان الباروني ورمضان السويحلي وعبدالنبي بلخير والهادي كعبار وأحمد المريض ويحيى السويدي وغيرهم. 
 
وشهد العام 1941 إبّان الحرب العالمية الثانية هزيمة إيطاليا لمرّتين، بأيدي المجاهدين وأمام الحلفاء؛ فانضوى إقليما طرابلس وبرقة تحت وصاية بريطانيا أما إقليم فزان فظلّ تحت وصاية فرنسا، ومع اختلاف الكبار على التركة الإيطالية، قررت أمريكا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي وفرنسا إحالة الحسم في الوصاية على ليبيا إلى الأمم المتحدة عام 1948.

يُذكر أن بيفن هو الاسم الأخير لوزير خارجية بريطانيا وسيفوزا لنظيره الإيطالي، وكلاهما مع الفرنسي تآمرا في العام 1949 بمشروع يؤجل استقلال ليبيا، حيث يُمدّد الوصاية على ليبيا 10 سنوات، ويقسم البلاد بين إقليم برقة لبريطانيا وإقليم طرابلس لإيطاليا وإقليم فزان لفرنسا، وقد طُرِح هذا المشروع بالجمعية الأممية لتصويت الأعضاء.

ووقف مستقبل ليبيا على مسافة صوت واحد، وحسمته دولة هايتي وأسقطته بصوتها بعدما أقنعها عضو من الوفد الليبي، واحتفت بها طرابلس وسمت شارعًا باسمها لاحقا، وما زال اسمه قائمًا إلى الآن، بين ميزران وميدان الجزائر، حيث قاد بعدها دبلوماسيّو ليبيا مفاوضات تُوجّت بقرار أممي في نوفمبر 1949 يقضي باستقلال ليبيا في موعد لا يتجاوز مطلعَ يناير من العام 1952.

وشُكّلت لجنة بمندوب أممي لتنفيذ القرار، وفي أكتوبر 1950 تكونت جمعية تأسيسية من 60 عضوًا يُمثّلون الأقاليم الثلاثة، وشكلت لجنة لصياغة الدستور، وفي مارس 1951 أعلنت الجمعية التأسيسية تشكيل حكومة اتحادية مؤقتة لليبيا في طرابلس برئاسة محمود المنتصر، وفي أكتوبر 1951 أُعلن دستور ليبيا الاتحادي واختير إدريس السنوسي ملكا للبلاد، وفي 24 ديسمبر أُعلن استقلال ليبيا من شرفة قصر المنار ببنغازي.