طالب وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية محمد عون، مصرف ليبيا المركزي بإلغاء قرار رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، إيداع عشرة ملايين دولار في حساب شركة البحر المتوسط بدبي على شكل وديعة، وتوجيه جميع المصارف بذلك.

ووصف عون، في رسالة إلى محافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، موافقة بن قدارة على إيداع هذا المبلغ في حساب الشركة بأنه "مخالفة صريحة وواضحة، وتصرف في الأموال العامة في غير ما خصصت له".

وأرفق عون مع رسالته إلى محافظ المصرف المركزي نسخة ضوئية من خطاب موافقة بن قدارة لرئيس لجنة الإدارة بشركة الواحة للنفط على إيداع عشرة ملايين دولار في حساب شركة البحر الأبيض المتوسط بدبي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أبدى مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني استغرابه من إيداع المؤسسة الوطنية للنفط مبلغ 10 ملايين دولار في حساب شركة البحر الأبيض المتوسط التي تتخذ مقرًّا لها في دبي.

وقال المفتي في برنامج (الإسلام والحياة) على قناة التناصح القضائية "التقيت رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة بعدما تسلّم مهامه، وذكرته بموقف الإمارات الدولة المعادية التي قتلت أولادنا وقصفتهم في الكلية العسكرية وغيرها من الأماكن".

وتابع فضيلته "قلت لبن قدارة إن هناك أنباء تٌفيد بأنك ستقوم بإيداع مبلغ في الإمارات، فنفى ذلك وقال هذا لم يحصل ولن يحصل ولكن للأسف حصل ذلك الآن، فلدينا رسالة وجهها بن قدارة إلى شركة سرت لإنتاج النفط والغاز، ويقول فيها على الشركة أن تودع 10 ملايين دولار في حساب لشركة البحر الأبيض المتوسط بحجة استخدام المبلغ في الحصول على قطع غيار مستقبلًا".

وتساءل المفتي باستغراب قائلًا "بالله هل يفعل هذا عاقل أو حريص على بلده؟!" وتابع "أنه كان من الأجدر أن تبحث الشركات عن قطع الغيار متى احتاجتها بالبحث عن أفضل سلعة وأحسن سعر، وتُحوّل الأموال لها بقدر ما اشترت لا أن تُحوّل الأموال مقدّمًا مثلما فعلت مؤسسة النفط"، كما تساءل "أي غباء هذا؟ ادفع وعندما تشتري نسحب من المبلغ".

واعتبر مفتي عام ليبيا أن مثل هذا التصرّف يُضيّع البلاد، ويُضيّع أموال الليبييّن، بحسب تعبيره، وطالب مؤسسة النفط "أن تكف عن مثل هذه الأفعال وأن تتحمّل المسؤولية".