حافظ الغويل: السياسات الغربية المتقلبة في ليبيا قد تخلق نسخة أكثر سوءًا من القذافي

حافظ الغويل: السياسات الغربية المتقلبة في ليبيا قد تخلق نسخة أكثر سوءًا من القذافي

أغسطس 08, 2024 - 23:51
القسم:

كلما زادت الموارد التي يجمعها حفتر وأبناؤه من استيلائه على نفقات الدولة الليبية، زاد تراكم السلطة والنفوذ

خليفة حفتر

اعتبر الأكاديمي الليبي "حافظ الغويل" إن السياسة الغربية تجاه ليبيا، التي تتميز بتفضيل عقد الصفقات مع الجهات الفاعلة المثيرة للجدل مثل ما سماها "عشيرة حفتر" هي نهج قصير النظر محفوف بالمخاطر.

وتابع الغويل في مقال نشره موقع "يورونيوز" أن الغرب عندما فشل في تأمين تقدم ملموس في استعادة الدولة الليبية، تحول نحو إستراتيجية فوضوية تتمثل في ملاحقة الاتفاقات بين الفصائل المختلفة في ليبيا.

وأضاف أن هذه الإستراتيجية قد أخطأت في النظر إلى المساومات بين النخب الليبية المنقسمة وغير المنتخبة على أنها جسر مؤقت نحو الهدف النهائي "السلام والاستقرار".

وبيّن "الغويل" أن الغرب رعى عن غير قصد ترسيخ نموذج الحكم الكليبتوقراطي في ليبيا الذي نجح في تهميش بناء المؤسسات الرئيسية وإصلاح قطاع الأمن.

وقال الغويل "في صميم هذا التحول غير المستنير في الإستراتيجية كان هناك استخفاف شديد بالأسباب الكامنة وراء عدم الاستقرار المتوطن في ليبيا وكبش فداء لمأزقها السياسي لعملية بناء الدولة المتعثرة، كما مكن من الصعود النيزكي لعشيرة حفتر".

وأعتبر "الغويل" أن ليبيا لا تزال معرضة للخطر، بسبب النخب الحاكمة الواثقة من نفسها، وأيضًا بسبب القرارات السياسية غير المفيدة وقواعد الاشتباك المتغيرة في العواصم الغربية، معربًا عن خشيته من أن تؤدى العواقب إلى ولادة معمر القذافي جديد في البلاد.

وأضاف أن "عشيرة حفتر" تحقق أرباحًا طائلة من الأنشطة الإجرامية الأكثر ربحًا مثل تهريب الوقود والمخدرات، مع الحفاظ على واجهة التعاون مع أوروبا لضمان التدفقات المالية دون انقطاع.

وأوضح أنه لا توجد آلية مساءلة ذات مصداقية أو وسائل أخرى لتتبع أين تذهب الأرباح من الأنشطة غير المشروعة، وكذلك فيما يتم استخدامها.

وتابع المقال أنه كلما زادت الموارد التي يجمعها حفتر وأبناؤه من استيلائه على نفقات الدولة الليبية، زاد تراكم السلطة والنفوذ، مما عزز عبادة شخصية عميقة حول عشيرة حفتر.

وأضاف الغويل أن حفتر فرض سيطرته من خلال قواته المسلحة وهي شبكة من التحالفات مع زعماء القبائل والإسلاميين المتطرفين والفصائل المسلحة المحلية الأخرى بدعم أجنبي، وتعزيز النفوذ من خلال المناورات العسكرية والسياسية.

ولفت المقال إلى أن حفتر عزز هيمنته في الجزء الشرقي من ليبيا من خلال مزيج من الخطاب القوي المناهض للإسلاميين، والوحشية الخالصة، والسيطرة على موارد نفطية كبيرة، وتصوير نفسه على أنه حصن للاستقرار في منطقة تسودها الفوضى.

وبيّن أن حفتر لا يزال يتلقى دعما سريًا وعلنيًا من مختلف الدول الغربية على الرغم من الخلفية المثيرة للجدل، والسجلات الإشكالية لانتهاكات حقوق الإنسان، وتعميق الكليبتوقراطية.

كما أنه يلخص تمامًا مفارقة المدافعين المفترضين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون الذين يتزاحمون علنا وراء نقيض حماية حقوق الإنسان والتعددية السياسية وحكومة التوافق على حساب آفاق التحول الديمقراطي في ليبيا.

وأكد الغويل أن نظام القذافي تميز بسلطة غير مقيدة تتركز في يد فرد واحد، مع قمع منهجي للمعارضة والتعددية السياسية مع الحفاظ على الأقل على مستوى من الدولة الطبيعية مع الخدمات العامة والأمن لشعبها.

وأشار الغويل إلى أن عشيرة حفتر كررت بالفعل هذا النموذج في سيطرتها على الشرق، لافتًا إلى أن ليبيا تواجه إمكانية حقيقية لأن تصبح شكلا أسوأ بكثير من حقبة سابقة من الحكم الشخصاني، والحريات المدنية المكبوتة، والمعارضة السياسية المختفية، وهيكل سلطة متجانس يشبه المافيا دون أي اعتبار لأي شيء آخر غير شركة حفتر وأولاده بينما تتظاهر بأنها جيش وطني.