شكاب: إعلان حفتر عن عدم سماحه بالمساس بالمصرف قد يكون إعلاناً ضمنياً عن تصعيد عسكري وشيك
الطويل: المجلس الرئاسي استثمر عزلة مجلس النواب لوحده في المشهد السياسي، خاصة قدرته على فرض قراراته بشأن المناصب السياسية، بسبب غياب شريكه
قال الأكاديمي والباحث في الشأن الليبي فاضل الطويل، أن أزمة المركزي لا تزال قائمة "وتجري في مفاصلها وثناياها مفاوضات غير مباشرة بين طرفي الحكومة في طرابلس وقيادة حفتر"، معتبراً أن موقف حفتر، وقبله قرار حماد بوقف النفط، محاولة للضغط على الدبيبة "للتفاهم على قيادة المصرف، على غرار اتفاقهم السابقة ضمن صفقة التفاهم على قيادة المؤسسة الوطنية للنفط عندما تم تعيين فرحات بن قدارة رجل حفتر رئيساً للمؤسسة النفطية".
ويضيف الطويل، في حديثه لـ"العربي الجديد" بأن "الدبيبة يستثمر كل الظروف لصالحه، بدفع الرئاسي كواجهة سياسية لتغيير إدارة المصرف من جانب، ومن جانب آخر يدفع حفتر للاتفاق معه لأنه يعلم أنه لا يستطيع وقف تدفق النفط لوقت طويل نظراً لحاجته تمويل مشاريع الإنماء التي أطلقها في شرق البلاد وتعاقد من أجلها مع شركات دولية كبرى".
ويتابع الطويل قائلاً "لن يستمر صمت المجتمع الدولي خاصة الأطراف الإقليمية والدولية، وسيتدخل للحفاظ على مصالحه للضغط على جميع الأطراف للقبول بالأمر الواقع، خاصة أن الإدارة الجديدة لا تشكل ضرراً على مصالح المتدخلين في الشأن الليبي، والأهم استمرار عودة تدفق النفط".
ووفقاً لقراءة الطويل، فإن المجلس الرئاسي استثمر عزلة مجلس النواب لوحده في المشهد السياسي، خاصة قدرته على فرض قراراته بشأن المناصب السياسية، بسبب غياب شريكه فيها وفق الاتفاق السياسي، وهو المجلس الأعلى للدولة الذي لا يزال بدون رئيس حتى الآن بسبب الخصام والانقسام داخله.
في المقابل، يرى المهتم بالشأن السياسي خالد شكاب أن إعلان حفتر عن عدم سماحه بالمساس بالمصرف المركزي، قد يكون إعلاناً ضمنياً عن تصعيد عسكري وشيك، مضيفاً "ويجب أن لا ننسى أن خطوط التماس باتت متقاربة جداً بعد اقترابه قبل أسابيع من غدامس الواقعة ضمن نفوذ حكومة الدبيبة".
فيما يؤكد شكاب في حديثه لـ"العربي الجديد" أهمية غدامس الاقتصادية، لوقوعها على مشارف حوض الغاز الأكبر في المنطقة، ويعتبر أن السيطرة عليها ستحرم الحكومة في طرابلس من حلفاء إقليميين ودوليين تعاقد معهم على إدارة حوض الغاز والاستثمار فيه، مثل إيطاليا وتركيا.
وفي سياق قراءاته للظروف المحيطة بأزمة المصرف المركزي، يربط شكاب بينها وبين الصراع الدولي غير المعلن في ليبيا، موضحاً أن واشنطن وأوروبا تعملان على بناء فيلق أوروبي في ليبيا لمواجهة الفيلق الروسي الذي قطعت روسيا أشواطاً في بنائه بالأراضي التي يسيطر عليها حفتر.
ويتابع شكاب "الجانبان الأميركي والأوروبي سيحتاجان لطرف ليبي يمول مثل هذا المشروع الكبير، وربما هذا ما يفسر صمت واشنطن والعواصم الأوروبية حيال خطوات المجلس الرئاسي، ومن ورائه الدبيبة باتجاه السيطرة على المصرف، وربما يفسر هذا أيضاً موقف حفتر الرافض، الذي اتهمته تقارير إعلامية أوروبية بطباعة عملة مزورة من الدينار الليبي لتمويل الوجود الروسي وسداد ديون عقوده السابقة مع فاغنر".
وفي كل الأحوال، يرى شكاب أن كل المتدخلين الخارجين لا يرغبون باندلاع أي حرب في ليبيا "على الأقل في الوقت الحالي، ولذا شاهدنا البعثة الأممية تشارك في اجتماع مفاجئ للجنة 5+5 أمس بعد انقطاع أعمالها شهوراً طويلة، في محاولة لجمع معسكري الصراع في البلاد"، مضيفاً "هذا الاجتماع المفاجئ، يؤكد أن حالة التوتر المسلح لم تهدأ كما يظهر للعيان، بل لا تزال مستمرة، كما أن الاجتماع يكشف عنوان المبادرة الأممية الجديدة التي ستكون على الأرجح باتجاه توحيد كلمة القادة العسكريين لاحتواء الانقسام السياسي، وهو ما أشار له بيان اللجنة الختامي".